أسعارها الزهيدة وسلعها البسيطة ميزها عن غيرها
أسواق لا زال لها روادها رغم انتشار المراكز الكبرى
لا زالت الأسواق الشعبية تلقى إقبالا ورواجا كبيرين من طرف محبي التسوق رغم التطور الهائل الذي شهدناه منذ ظهور المراكز التجارية على الواجهة والتي تقوم بعرض ماركات عالمية ومحلية وكل ما تشتهيه أنفسنا من مأكولات وخضر وفواكه وأواني، غير ان الجو المفتوح الذي ألفه المواطن للأسواق الشعبية وعرض السلع على الطاولات وحتى على الأرض بكل حرية ليس له بديل في نظر المواطن الجزائري الذي لا يستطيع الاستغناء على مثل هذه الأسواق كسوق “لعقيبة”و”مارشي 12 “و”ميسونيي” و” ساحة الشهداء”….وغيرها من الأسواق التي لا زالت صامدة أمام طفرة الماركات العالمية.
أحلام بن علال
تعد الأسواق الشعبية و منذ القدم وجهة الباحثين عن التسوق في الهواء الطلق وسط سلع مختلفة بأنواعها و أشكالها وأسعارها، والمميز فيها أن سلعها تستعرض بكل حرية منذ الصباح الباكر، تنقلنا إلى بعضها لاستطلاع آراء المواطنين حول موضوعنا، وما لاحظناه العدد الهائل من الزبائن الذين لازالوا يقصدونها رغم الرقي والتحضر الذي شهدته الجزائر بعد الانتشار الواسع للمراكز الكبرى ك”إينو” “المول” “أرديس”..وغيرها فأجمع معظم من تحدثت إليهم “الجزائر ” على أن الأسعار المرتفعة هو سبب عزوفهم عنها ولجوئهم إلى ما يناسب دخلهم ألا هو “الأسواق الشعبية”.
“لعقيبة”أسعارها المعقولة جعلها قبلة للمتسوقين
ومن أقدم الأسواق التي عرفتها العاصمة سوق “لعقيبة” بحي “بلوزداد” الذي يتوافد عليه الكثير من الناس، سواء من سكان العاصمة بصفة عامة وسكان “بلوزداد”و”بلكور” وما جاورها بصفة خاصة وذلك لكثرة ما يعرض فيه من السلع المتنوعة، والذي سمي ب”لعقيبة” تصغيرا لكلمة” العقبة” لتموقعه في مكان مرتفع قليلا بالنسبة للطريق الرئيسي ل” بلوزداد “، ومن رواد هذه السوق السيد ” محمد” الذي قال:” أنا من أبناء هذا الحي العتيق وأعشق سوق”لعقيبة” منذ الصغر لما يعرضه من بضائع متنوعة سواء في “الدلالة” بأسعار زهيدة، أو الخضروات والفواكه المتنوعة التي تباع بأسعار معقولة مقارنة بأماكن أخرى مما جعلها قبلة للكثير من المتسوقين من مختلف أحياء العاصمة”.
“إيجار المحلات الباهظة والديكور سبب مضاعفة الأسعار بالمراكز الكبرى”
ليس بعيدا عن سوق “لعقيبة”، يتواجد “مارشي 12” بالحي الشعبي “بلكور” الذي لا زال يلقى هو الآخر إقبالا كبيرا من طرف الزبائن رغم الانتشار الواسع للمراكز التجارية، وعن ذلك قالت السيدة “آسيا” :” أفضل التسوق في الأسواق الشعبية لأنها تعرض كل ما نحتاجه في المنزل بأسعار معقولة مقارنة بالكبرى، فانا أقصد سوق “مارشي 12″ كل صباح لاقتناء ما أريد فأنا من سكان الحي”، مضيفة:” أعتقد ان أسعار الإيجار والديكور بالمراكز التجارية الكبرى هو سبب ارتفاع أسعار السلع فيها، لا أفكر في التسوق منها لان الأسواق الشعبية والحمد لله أصبحت منظمة، والأثمان فيها تناسبني أكثر، وإيجار المحلات بها رمزية مقارنة بالكبرى”.
الأسواق الشعبية تقاوم التغيير
انتشرت الأسواق الكبرى المغلقة والتي تعرض أشهر المنتوجات العالمية المتميزة و أماكن الترفيه والمطاعم بها، ورغم ذلك تبقى الأسواق الشعبية تقاوم التغيير لكونها تلقى رواجا من الجنسين الذين اعتادوا على شراء بضائع معينة قد لا يجدوها مجتمعة سوى في هذه الأسواق، فمنهم من يشتري التوابل ومنهم يشتري الملابس من هذه الأسواق التي تعج ببضائع متنوعة من ملابس رجالية ونسائية وأواني منزلية وألعاب أطفال بالإضافة إلى والخضار فيختار المشتري بيسر وسهولة، بالإضافة إلى تقديم أرخص الأسعار و التفاوض على الأثمان بين الزبون والبائع باكثر حرية، مما زاد مكن جاذبيتها، رغم انها لا زالت بحاجة إلى العديد من من التنظيم والتطوير والاهتمام من قبل الباعة وضرورة تشديد الرقابة على ما يعرض فيها من مواد غذائية لضمان صحة المواطن، وذلك من أجل ضمان استمرارها أمام التطور الهائل.