أكد علماء وباحثون مختصون في التراث الإسلامي جزائريون و أجانب، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، في ملتقى دولي حول الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي، على الدور الرائد لهذا العلامة في “نشر الإسلام الصحيح في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل” اعتمادا على رؤية إصلاحية شاملة تهدف “للحوكمة واستقرار المجتمعات الإفريقية ووحدتها”.
وقال رئيس الملتقى، محمد حسوني، أن الإمام المغيلي كان “رجلا مصلحا وفاتحا عظيما به عرفت جل شعوب إفريقيا الكثير من وجهتها الصحيحة نحو الإسلام وبه سحقت الأفكار الهدامة التي طبعت تلك المرحلة من حياة القرن فكانت الوحدة والتآخي وكان الاستقرار والاطمئنان للكثير من المجتمعات الافريقية”.
وأضاف السيد حسوني أن الإمام “كانت له أعمال جليلة جلبت له تقديرا كبيرا من كافة أرجاء المعمورة وخاصة من قارة إفريقيا”، مضيفا أن ما يكنه الأفارقة لعلماء وأعلام الجزائر عامة وللإمام المغيلي خاصة “تشهد عليه الطرق الصوفية الجزائرية كالقادرية والتيجانية بامتداداتها التاريخية والجغرافية إذ لها أتباع ومريدين بمئات الملايين في إفريقيا والعالم”.

وذكر المتحدث بأن فكرة هذا الملتقى ليست وليدة اليوم “فقبل 23 سنة فكر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في تأسيس أول ملتقى للإمام المغيلي، في 1984، وهو على رأس ولاية أدرار، وكان أول ملتقى دولي تعرفه ولاية أدرار والجزائر المستقلة” عن تاريخ وتراث هذا العلامة.

وأكد من جهته أمير إمارة كانو، شيخ الطريقة القادرية بنيجيريا، الحاج أمينو أدو باييرو، على “المكانة العلمية والدينية المرموقة” للإمام المغيلي و “مساهمته الفعالة في انتشار الإسلام غرب إفريقيا ومنهجه الوسطي وتركه لمآثر عديدة في عموم إفريقيا ينبغي استحضارها”.
وقال الشيخ أنه “من الضروري استحضار مواعظ وأفكار العلامة المغيلي الإصلاحية الذي عاش في رحاب مدينة كانو النيجيرية لمدة 20 عاما معلما ومفتيا”.
واقترح ذات المتحدث على الباحثين الجامعيين في العالم دراسة معمقة وإعادة إحياء الفكر السياسي والديني والاجتماعي و الاقتصادي للإمام المغيلي لتحقيق الاستقرار والحوكمة في البلدان الإفريقية.
وقال من جهته الصديق حاج أحمد الزيواني، وهو من أحفاد الإمام في الجزائر، أن “شخصية الامام المغيلي العابرة للزمان والمكان والحقوق المعرفية اكتسبت خصوصية بين مجاليها نظرا للرؤية الناضجة للذات وما حولها”.

وشدد عميد جامع الجزائر، مأمون القاسمي الحسني، في مداخلته على أن شخصية المغيلي “من أهم المرجعيات العلمية في الجزائر وقد تبوأ مكانة علمية عالية بين معاصريه من العلماء، وسجل تاريخا حافلا في بلاده وفي الجوار الإفريقي حيث كان له حضورا فاعلا وقدم الكثير للمجتمعات الإفريقية من أجل وحدتها واستقرارها”، مشيرا إلى أنه “كانت له بسطة في الفهم والعلم ومنهج متميز في الدعوة والإصلاح”.

وأردف الشيخ القاسمي أن الملتقى “فرصة لنستلهم من الإمام الفذ والملهم المرشد والرمز الموحد ومن منهجه و سيرته ما تأتلف به الأرواح وترتبط القلوب وما يوطد أواصر المحبة والتعايش بين الشعوب ونستلهم منه منهجه الراشد بوسطيته واعتداله وبدوره التنويري وببعده الإصلاحي والاجتماعي والاستفادة من فكره السياسي ونظرته المقاصدية ومبادئ الحكم الراشد”.

وتنظم فعاليات ملتقى الجزائر الدولي “الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي: الحوكمة واستقرار المجتمعات الإفريقية ووحدتها” بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وهذا من طرف وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية والأوقاف، في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال60 لعيد الاستقلال.

ويعرف هذا الملتقى، الذي يستمر يومين، حضور علماء وباحثين من الجزائر وعدة بلدان إفريقية وآسيوية، وكذا تنظيم مداخلات حول مسيرة ومآثر الامام العلامة عبد الكريم المغيلي في الجزائر وإفريقيا والعالم.

واج

أضف تعليقاً