ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية أرهق جيوب الأولياء

0
32

مواطنون فاق إنفاقهم حجم دخلهم

لا زال رب الأسرة الجزائرية يشكو من ارتفاع تكلفة الأسعار خاصة فيما يتعلق بمستلزمات الأطفال من حليب الأطفال وحفاظات وملابس وأحذية التي تستحوذ على حيز كبير من ميزانية العائلة، حيث أصبح الأولياء مع بداية العام الجديد 2023 وحتى في الأعوام الماضية ينفقون تعب شهر كامل من العمل على شراء ضروريات أطفالهم والتي أصبحت ثاني مادة أكثر استهلاكا من طرف الجزائريين بعد الخبز، مما أرهق جيوبهم وأتبعهم كثيرا و بات الدخل الشهري لا يمر عليه إلا أسبوعا واحدا وينفذ.

أحلام بن علال

تجولنا بين أوساط الجزائريين لنتعرف على آرائهم حول هذا الموضوع، وكانت البداية في إحدى المراكز التجارية المتخصصة في بيع حاجيات الأطفال بالمحمدية، أين التقينا بالسيد عمار الذي قال أن طفله يحتاج إلى علبتين من الحليب شهريا، إذ إن سعر علبة الحليب متوسطة الحجم يبلغ 560دج ، ما يشكل عبئا إضافيا على ميزانية الأسرة، أضف إلى ذلك الحفاظات والملابس والأحذية كلها تستحوذ عل حيز كبير من ميزانية العائلة، خاصة وأنه يعمل كموظف في إحدى المؤسسات الخاصة.

” دخلي لا يكفيني لإكمال الشهر”

ويضيف عمار أن الأمر لا يقتصر على ارتفاع غذاء الطفل، بل يمتد إلى الملابس والتي باتت أسعارها تضاهي ملابس الكبار في وقت نضطر إلى شراء حاجة الطفل من الملابس بشكل شهري بسبب نمو الطفل المتسارع في الأشهر الأولى من عمره، كما أن أغلب الأسر الجزائرية تعاني من عجز في مداخليها بعد أن فاق إنفاقها حجم دخلها، فأنا مثلا عندي أربعة أولاد اثنان في المدرسة ورضيع وطفل آخر، ويجب أن أوفر لهم كل شيء من ملابس وغذاء وأدوات مدرسية وحفاظات..وهذا يتطلب الكثير فنحن نكمل بقية الشهر في وضع لا يحسد عليه.

انفق نصف دخلي على الحفاظات وحليب الأطفال”

وتعاني الموظفة في القطاع الخاص مريم، من ارتفاع تكلفة حاجيات طفلتها والتي تخصص لها ميزانية خاصة لشراء تلك الحاجيات، وتخص مريم بتلك المستلزمات الحفاظات وحليب الأطفال، إذ إنها تستهلك شهريا علبتين من الحليب ومثلهما من الحفاظات العلب الكبيرة الحجم، وتشير مريم إلى أن سعر نوع الحليب الذي تستخدمه في تغذية طفلتها يبلغ 550 دج للعبوة في حين يبلغ سعر الحفاظات340 دج للعلبة الصغيرة ذات 10 حفاظات.

“يجب تخفيض سعر متطلبات الأطفال..”

حال مريم و عمار لا يختلف كثيرا عن معاناة يوسف وهو أب لطفل، ويشكو هذا الأخير من ارتفاع سعر الحليب، إذ يقول إن أسعار حليب الأطفال بدأت في الارتفاع منذ فترة، حيث شهدت أسعاره تزايدا من دون أن تتراجع وسط انخفاض معدل الدخول.
وأضاف أن الدول المتطورة والحضارية تحرص على تأمين مستلزمات أطفالها بكلف بسيطة من خلال تخفيض الضرائب والرسوم في حدها الأدنى على سلع الأطفال أو إعفائها من الرسوم. كما أن بعضها تقوم على إعطاء دعم لمواطنيها لمستلزمات الأطفال، يتم بموجبها ابتياع ملابس وأغذية من دون مقابل، و تخفيض الرسوم والضرائب على سلع الأطفال هو أولوية من الأولويات، إذ إن متطلبات الأطفال ضرورية سواء في الأسر الفقيرة أو الغنية.

مراجعة الطبيب وشراء الأدوية.. تأخذا حصة الأسد من الميزانية

وكلما ارتفعت كلف مستلزمات وسلع الأطفال زاد ذلك من الضغط على ميزانية الأسرة المرهقة أساسا من التكاليف المعيشية الأخرى.
كما أن مستلزمات الأطفال لا تتوقف فقط عند الحليب والملابس وغيرها إنما يتعدى ذلك مراجعة الأطباء وشراء الأدوية اللتان أصبحتا من الأولويات، خاصة مع كثرة انتشار الأمراض وتنوع الفيروسات.
ويؤكد يوسف :”من المفروض على وزارة الصحة ووزارة الصناعة والتجارة مراقبة أسعار سلع ومستلزمات الأطفال وأن تضعا ميثاقا اقتصاديا واجتماعيا للطفل لمساعدته للحصول على مستلزماته خاصة خلال المراحل العمرية الأولى.

“الإنجاب العشوائي مؤشر على حرمان الفرد من أبسط مستحقاته”

تحدثت الأخصائية في علم النفس السيدة “حسيبة .ميلودي” ل”مجلة أحلامي” وأرجعت السبب الرئيسي لهذه المشاكل الأسرية إلى التكاثر العشوائي لأفراد العائلة فوق حدود الدخل الذي يمنع بصورة مطلقة توفير الحد الأدنى من ضروريات الحياة، والإنجاب بدون الضوابط الصحية الذي في رأيها أنه يشكل بركانا مدمرا ومؤثرا على أفراد المجتمع الصغير والكبير، وقد حذرت بأكثر من مناسبة من الإنجاب العشوائي قائلة ” بل هو مؤشر على حرمان الفرد من أبسط مستحقاته بل ويمثل فلسفة تعتمد على الجهل والتبصير وتؤمن بحلول الخيال لمنجم يقرأ النفس من زاوية الضعف، فالأسرة التي تنظم أمور حياتها وترابط أفرادها وإعدادها إعداداً سليماً وتحقيق الحياة السعيدة كان وما يزال هدفاً أساسياً وغاية من الغايات، كما وضعت لذلك مساحة واسعة للجديد والمبتكر في حياة المجتمع وما يطرأ عليها من تطورات ومستجدات تتعلق بحياة الأفراد والمجتمعات، ومن هذه القضايا المتعلقة بحياة الناس قضية تنظيم الأسرة التي احتلت مكانة كبيرة عند لأهميتها من الناحية الاجتماعية والتنموية والدينية، فبالتنظيم تكتفي الأسرة ماديا ومعنويا ويرقى المجتمع.

LEAVE A REPLY