بين مؤيد ومعارض
“الاستخارة الفايسبوكية” تغزو صفحات الموقع الأزرق
استخارة .. أدعية الزواج والنجاح.. أماني .. غزت الكثير من صفحات الموقع الأزرق أين تحولت هذه الأخيرة إلى أفضل مكان للكثيرين لطلب الله عز وجل أن يحقق لهم أحلامهم وأمانيهم التي في صدروهم لعلهم يرونها تتحقق على الأمر الواقع.
أحلام.ب
لمواقع التواصل الإجتماعى أهمية كبيرة نظرا لإستخدامتها المتعددة التي تختلف من شخص لأخر، وقد زاد الاهتمام بشكل الكبير بالأدعية والأذكار وغيرها، ولكن ما يلفت الانتباه هو دعاء صلاة الاستخارة الذي له شروطه، بات مجرد منشور على صفحات “الفايس بوك” يدعي صاحبه من خلاله الله في أمر ما و يطلب الدعاء بالإجابة.
العبادة الالكترونية..
مثلما هنالك نفاق إلكتروني، وإبتزاز إلكتروني، وتسول إلكتروني، يوجد ما يسمى العبادة الإلكترونية، التي يستخدمها بعض مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي بالعديد من الأساليب المتنوعة، وهنا قال مصطفى:” بات العديد من الشباب يقومون بنشر أوقات الصلاة وأدعية الصلاة على مواقع وهو لا يصلي ولا يذكر الله، هذا أراه عبادة الكترونية لا تمت صلة بديننا، بالرغم من أنها أمر مستحسن فهي ربما تحث الآخرين القيام للصلاة وما شابه لكن تقاعس صاحب المنشور عن الصلاة هو المشكل الرئيسي، لذا لابد من إصلاح الذات قبل أن ننشر على موقع الفايسبوك.”
هو مجرد فعل لتذكير الناس بالله
يقوم بعض شباب الفايسبوك باستخدام الأدعية الدينية في صفحاتهم الخاصة والتي لها مكانة خاصة لديهم، حيث امتلأت صور الأدعية القرآنية و غيرها الموقع الافتراضي رغبة و طمعا في تحصيل الأجر و الثواب عند نشرها و ترديد من يراها بسبب نشرهم لها كما أنها تقوم بتطييب النفوس و تهدئتها و لا يختلف عليها أحد فهي تجمعنا جميعا تحت ظل كلمات العلى العظيم التي تمس قلوبنا و ضمائرنا و تكون مثل النور الذي نستمده وسط الظلام و العتمة و لهذا فإن استخدام صور الأدعية القرآنية من الصور المفضلة و المحببة للجميع على الفايسبوك، و يعتبر رواد موقع الفايسبوك أن الأساس من نشر المسائل الدينية على مواقع التواصل الاجتماعي هو مجرد تذكير الناس وتعليمهم وتشجيعهم على قراءة القرآن والتذكير بالأدعية وتسهيل وصول المعلومة الدينية، و بالتالي فهي تسمح لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالاستفادة منها، خاصة انك ستأجر عليها من المطبقين لنصائحك . لكسب الكثير من التعليقات والاعجابات.
لمعرفة رأي المواطنين قامت “مجلة أحلامي” بصبر للآراء على موقع الفايسبوك حول الموضوع، حيث رائها البعض أنها تدخل ضمن باب الرياء والبعض الآخر يرى بأنها شيء محبب يدعي للخير وبعض أخرى يرى أنها باتت مستفزة بدرجة كبيرة، حيث قالت فاطمة 24 سنة من جامعة باب الزوار: ” العبادة على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح مستفزا كثيرا من وجهة نظرها، خاصة أولئك الذين يكتبون عن الصلاة، وهم لا يصلون أو العكس، ومن يدعون بأشيائهم الخاصة على (الفيسبوك)، المفروض أن يكون الدعاء بين الإنسان وربه وليس للناس أجمعين”، لتضيف قائلة:” اعتبر أن بعض هؤلاء الأشخاص وليس كلهم ممن يذكرون الناس بالصلاة وهم لا يصلون، لديهم نقص في الشخصية، يظهرون للناس أنهم مهتمون بها، وهم ينتظرون التفاعل على المنشور، حتى يكسب تعليقات أكثر”، ونفس الأمر ذهبت إليه صديقتها بهية التي أكدت أن الأدعية هي أمر جميل لكن الإفراط فيه أمر مستفز، لكن رغم ذلك هناك معلومات من بعضهم تكون مفيدة ويمكن مشاركتها، أما بسمة بوشريط فتراها أمرا جميلا حيث تقول : “خلال تصفحي على (الفيسبوك) أجد على صفحات الأصدقاء العديد من الأدعية والذكر وأيات القرآن، وعند قراءتها أكسب أجرا، لأنهم قاموا بتذكير الناس، وعملوا على زيادة الأجر لي ولهم”.
” هي أمور غير لائقة إلا إذ كانت لتعريف بالإسلام”
ولمعرفة الرأي الديني اتصلنا بالشيخ بلحفاف يحي الذي أكد لنا أن هذه الأفعال تكون على حسب نية الفرد فان كانت غرض من وضع دعاء الاستخارة لتعريف الناس بأسس الصحيحة له فهو شيء محبب، أما إذ كان لقضاء الحاجة فهو أمر مرفوض لان لصلاة الاستخارة قواعد وقوانين واضح لابد من اتبعها، وأما بالنسبة للأدعية هي جائزة إن كانت لتعليم وتذكير ولا بد أن تكون من أقوال السنة والكتاب وسلف الصالح أما إذ يخترع دعاء فهو غير جائز، وحتى تلك الرسائل التي ترسل ويكون محتواها أن لم ترسلها ستسمع خبر غبر سار فهذه أفعال غير معقول إطلاقا”.
أنفس حائرة
السؤال:أغار على زوجي بشدة فكيف أقلل من هذه الغيرة؟
عندي مشكلة مع زوجي لكنه لا يعلم أني أعاني منها, ولا أستطيع البوح له.
أولاً: زوجي متفتح, ولكنه محافظ قليلاً, وأنا نشأت في بيئة ملتزمة جدًّا, وعودنا والدي منذ صغرنا على كثير من أمور الدين, والمشكلة أن زوجي مبتعث وأنا مرافقة له, وبحكم طبيعته المتفتحة فإنه يدرس في جامعة مختلطة, ويتراسل مع بعض الفتيات لهدف الدراسة, في البداية اتفقنا على أن يتواصل معهن بالرسائل على الفيس بوك فقط للدارسة لضرورة ذلك, ولكنهم يضعونه في جامعته مع مجموعات فيها فتيات, وليس بيده شيء لتغيير ذلك, فهذه قوانين الدراسة.
ولكنني أتضايق مع ذلك كثيرًا, وقلبي يؤلمني عندما أراه يتراسل معهن, طبعًا ليس أمامي, لكني عندما أفتح جواله أرى كلامًا عاديًا عن الدراسة مع كلام آخر, مثل أن تقول له الفتاة: (إننا في حفلة موسيقية الآن, وعندما ننتهي نتفق على المحاضرة, فيجيبها “وااااو” أين هي؟!.ويكمل كلامه عن الدراسة, أعلم أن زوجي من النوع المجامل, ومتأكدة أنه يفعل ذلك لمصلحة دراسته بأن يرد عليهن بأي رد؛ لكي يأخذ مصلحته الدراسية منهن, فهذا طبعه, مع العلم بأن جميع من يدرس معهن كفار, لكنني أتألم من رده هذا, وأغار جدًّا عليه, وأحيانًا أشك فيه, وأفتش أغراضه دون علمه, لكن ضميري يؤنبني كثيرًا على ظني السيء به أحيانًا, ولا أستطيع أن أصارحه بكل شيء في قلبي لأنني صارحته قبل ذلك وغضب, وأصبح لا يكلمني, ويعاملني بجفاء, وأخبرني أنه يخاف ربه قبل أن يخاف مني ويحسب حسابًا لي.
وعندما اعتذرت منه على ظني به وأخبرته بأن نفتح صفحة جديدة يقول لي بأنه لا يكلمني لأجل أن لا يغضبني, وأنني حساسة, وكثيرة البكاء في نظره, وهو يكره البكاء, أوقاتًا كثيرة أنتظر خروجه من البيت لكي آخذ راحتي في البكاء, تعبت وأصبحت لا أشكوا له شيئًا؛ لكي لا أعكر مزاجه وأغضبه, ولا أحد يعلم ما في قلبي سوى ربي, لكنني أريد نصيحتكم كيف أتصرف معه؟ وماذا أفعل؟ علمًا أنه الآن ليس غاضبًا مني, لكني أشعر بقهر منه ومن تصرفاته ماذا أقول له؟
هل أنا متشددة معه أو أغار عليه زيادة؟ كيف لا أتعلق به؟ كيف لا أغضب ولا أبالي ولا أحزن عندما أرى شيئًا يغضبني منه وهو يراه عاديًا بحكم انفتاحه؟
الرد:
الغيرة لا شك أنها صفة جميلة، لأنها تعني أن الإنسان يكره الذي يزاحم في خصوصياته وأخص خصوصيات الزوجة زوجها، وأخص خصوصيات الزوج زوجته، ولذلك فالغيرة مطلوبة، ولا يتصور وجود حب دون غيرة.
هذه المعاني ينبغي أن تكون واضحة لك ولزوجك الذي ينبغي أن يحمد فيك هذه الغيرة وهذا الحرص على الخير؛ لأن هذا دليل على أنك تحملين تجاهه مشاعر نبيلة, وأنك تضعينه في أرفع المنازل، وحُق له أن يفاخر بزوجة تخاف عليه.
ولكن هذه الغيرة منها ما هو ممدوح, ومنها ما هو مذموم، فالممدوح منها ما كان في الريبة, وفي مواقف صحيحة، والمذموم ما كان في غير ريبة، ولا يخفى على أمثالك أن دين الرجل وأن إخلاص الرجل وصدقه مع الله تبارك وتعالى, وصدقه في علاقته بزوجته, عاصم له بحول الله وقوته من السقوط في الهاوية، وإن كنا لا نوافق هذا الزوج على ما يحصل منه, فإننا سعداء بأنك واثقة منه أنه متدين، وليته علم أن ما يحدث لا يُرضي الله تبارك وتعالى، لكن ينبغي أن تأخذ الأمور حجمها المناسب، فلا تعكري على نفسك وعلى زوجك، واعلمي أن هذه الأمور لا تتغير بسهولة عند رجل اعتاد أن يكلم النساء أو يكون مع النساء, أو عند رجل يعيش في بلاد بهذه الطريقة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ شبابنا وشباب المسلمين.
فاحرصي على أن تكثري له ولنفسك من الدعاء، ولا تظني به الظن السيئ، وتجنبي البحث في هاتفه بعد أن تيقن لك أن العلاقة هي علاقة للدراسة، وحتى المخالفات التي فيها هي مما تقتضيه المجاملة، عندما يقولون له (نحن في حفلة), فيقول: (أين؟) أو نحو ذلك؟ هذا نوع من المجاملة، ولا يعني أنه يريد أن يذهب أو يشارك في تلك الحفلات.
فعاوني زوجك على الخير، ولا تسيئي به الظن، ولا تبحثي ورائه، فأنت عرفت الآن أنه متساهل بعض الشيء، فعليك أن تستمري في العلاج، دون أن تشعريه أنه في موضع الاتهام؛ لأن الرجل إذا شعر أن المرأة لا تصدقه, وأنها تتهمه, وأنها لا تثق به، فهذا يدفعه إلى الهاوية، كما أن تتبع العورات وتتبع أسرار الزوج والنظر في جواله، هذا لا يرضاه الشرع الحنيف، وسيترك آثارا سالبة على نفس الزوج إذا علم أنك تنظرين من ورائه, وتنبشين في أغراضه.
فحاولي أن تغرسي عنده معاني الإيمان، والمراقبة لله تبارك وتعالى، واجعلي في بيتك حلقة للذكر والطاعة، وليس من الضروري أن تقولي له (لأنك كذا، ولأنك تفعل كذا، ولا تفعل كذا) ولكن إذا زاد الإيمان، إذا زادت المراقبة لله تبارك وتعالى، فإن الإنسان يبتعد عن مثل هذه الأمور، ويتجنب الخوض فيها والوقوع فيها، ونسأل الله تبارك وتعالى لكم الحفظ والصيانة، ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها، وتجنبي تواصل الأحزان، واعلمي أن هذا من الشيطان الذي همه أن يحزن الذين آمنوا، والله يقول: {وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن الله}.