البراءة والجنس اللطيف أكثر المتضررين

 التحرش الجنسي”..الظاهرة التي لا تأبى الزوال

بالرغم من سن قوانين صارمة ضد ظاهرة  التحرش الجنسي لا زالت منتشرة وبشكل كبير وفي كل مكان أين عرفت وتيرة تصاعدية، حيث يشهد تزايدا مخيفا في الآونة الأخيرة، ولم يسلم من هذا التصرف الشنيع أحد فقد وصل بهم الأمر إلى الاقتراب من الأطفال، وهناك من يرى أن التكالب الجنسي هذا يعود إلى الكبت والحرمان الذي يعيشه شبابنا و البعض الآخر يقول أن التفاقم في هذه الظاهرة يعود لغياب الرادع الديني والقانوني، فما هو السبب الحقيقي؟ ومتى نتخلص من مثل هذه الظواهر التي أصبحت هوس الكثيرين؟

مشاهد غريبة يندى لها الجبين تسجل يوميا، حيث باتت صور التحرش الجنسي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي لشباب انعدم فيهم الحياء وضحاياها فتيات في عمر الزهور، لتصل بهم الجرأة للتحرش بفتيات لم يتعدى عمرهن 10 سنوات لتغتصب بذلك براءتن في سن مبكرة، والأمر أسوء بكثير مما نرى فهناك العديد من الفتيات اللواتي تحدثن إلى مجلة أحلامي” أكدوا لنا ان هؤلاء الوحوش البشرية لا يفرقون بين شاب وشابة وحتى الأطفال و كبار السن لم يسلموا منهم.

الجنس اللطيف في قفص الاتهام..

من القناعات الراسخة لدى الشباب الجزائري هي نظرته اللوامة للفتاة حيث يرى أنها هي من تدفع الآخرين للتحرش بها، فعند حديثنا مع بعض الشباب رأوا أن الفتاة المتحرش بها تستحق ذلك لأنها كانت ترتدي لباسا معينا أو نزلت في مكان معين، ولكن هذه النظرة خاطئة وجريمة أخرى في حق المرأة، فالمتحرش يمارس سلوكه ضد أية فتاة مهما كان لبسها ساترا أو سافرا وفق نظرة المجتمع، كما أن السفور لا يعطي العذر أو المبرر لأي شخص لممارسة التحرش الجنسي حيث أن حتى العجائز لم تسلمن منهم.

التحرش الجنسي يطال البراءة

يعتبر عالم الطفولة عالم البراءة والطهر الذي نسعد به ويخفف الكثير من آلامنا في الحياة، لكن في الآونة الأخيرة امتدت إليه الأيدي الآثمة لتغتال براءته وتنتهك طهارته في ظاهرة دخيلة على مجتمعاتنا الجزائري انتشرت وباتت كالنار في الهشيم وهي ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال، فبعد أن كان التركيز على اصطياد الفتيات جاء الدور الآن على الأطفال خاصة بعد أن بات الجنس اللطيف يقوم بالرد على المتحرش ليجد ضالته في الطفل البريء الذي لا يعرف شيئا، وهذا ما حدث في إحدى الأماكن بالعاصمة أين كانت الأم وابنتها الصغيرة في محطة بانتظار سيارة الاجرة بعد مدة قصيرة اكتشفت أن شاب يقوم بأفعال غير أخلاقية على ابنتها ما اضطرها للصراخ وكذا تهديده بأنها ستقوم بالشكوى عليه لكن الأمر الغريب أن جميع الركاب لم يتفاعلوا بل شاهدوا الشجار فقط.

الأولياء هم المسؤولين عن الوضع..

أكد العديد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم أن الأولياء هم من يساعدون هؤلاء في التحرش على أبنائهم حيث تجد الأب أو الأم يتحدث مع صديقه أو جاره ويترك ابنته تجلس عند شباب لا يعرفهم حتى من هم أو يحشره في وسط الازدحام أين تكون كل الطرق تؤدي للتحرش، ولهذا يرى البعض أن المسؤولية تقع على عاتق الأولياء في الكثير من الأحيان.

إلقاء اللوم على الطفل يحدث ضررا نفسيا به

هذا ومن أكبر المشكلات النفسية المترتبة عن التحرش كما أكد المختصين هي الشعور بالذنب الذي قد يسيطر على الضحية واتهامه لنفسه بعدم المقاومة وهذا الشعور هو أبو المصائب على حدّ تعبير بعض المختصين، والملاحظ أن المجتمع والأسرة قد يساهم في إحداث هذا الضرر حينما يلقي باللائمة على الطفل لأنه لم يحمي نفسه وكأنه متواطئ ومشارك في الجرم، كما أن التستر على الاعتداء يزيد في المشكلة وبخاصة إذا لم يحاسب المعتدي، هذا كله يجعل الطفل يفقد الثقة في نفسه وفي أسرته وفي مجتمعه إذ لم يستطع أن يحمي نفسه ولا من حوله قدموا له الحماية ولم ينصفوه ظلمات –نفسية- بعضها فوق بعض..

نصائح للأم لحماية الأبناء من التحرش الجنسي، منها:

على كل أم إخبار ابنتها أو ابنها بأنّ المناطق الحساسة ممنوع لمسها، أو الاقتراب منها من أي شخص كان، وفي حال حاول أحد لمس المنطقة الحساسة فيجب إخبار والدته فوراً مع تطمينات بأنه لن يتعرض للعقاب في حالة الإخبار بذلك.

  1. تحذير الابن أو الابنة من الانفراد مع أي شخص بالغ في مكان منعزل بعيد عن الآخرين.
  2. في حال كان في المدرسة فعليه الذهاب للحمام في فترة الفسحة المدرسية، وليس أثناء الحصص، حيث قد ينفرد به أحدهم.
  3. غرس روح الدفاع في نفس الطفل، وأنّ الشخص المعتدي جبان لا يقدر على فعل شيء.
  4. تفهيم الطفل أنّ جسده ملك خاص به، ولا يجوز لأحد الاعتداء عليه.
  5. إحاطته بالحب والحنان والإشباع العاطفي؛ حتى لا يبحث عنهما عند شخص آخر وينخدع بذلك.
  6. ألا تسمح للطفل أو الطفلة بالذهاب للأماكن العامة وحدهما كالأسواق والملاهي والمطاعم.
  7. عدم السماح له بالنوم في بيوت الأقارب والأصدقاء، حيث إن أغلب قصص التحرش تحدث هناك.
  8. ألا يستجيب الطفل لدعوة رجل غريب يقترب منه في سيارته، أو أي وسيلة يغريه بها.
  9. تحذير الطفل من تلبية دعوة الإغراءات المادية والمعنوية التي قد يقدمها له أحدهم.

الصالح: لا يوجد قانون محدد لقضايا التحرش الجنسي في المملكة كما يؤكد المحامي والمستشار القانوني عدنان الصالح عدم وجود قانون محدد لقضايا التحرش الجنسي في السعودية، لكن توجد أنظمة وقوانين تخضع لها مثل هذا النوع من الجرائم.

وأنّ النظام الذي تمت إجازته من مجلس الشورى، وهو حماية الأسرة من الإيذاء لم يتم العمل به حتى الآن، وعند إقرار هذا النظام سيكون له دور فاعل في التصدي لمثل هذه الجرائم؛ حيث إنّ هذا النظام في مواده يشير إلى أنّ التحرش جريمة يعاقب عليها القانون نصاً، أما هذا النوع من الجرائم الآن يخضع لنظام الإجراءات الجزائية في المملكة.

LEAVE A REPLY