اختتم اليوم الثلاثاء بالعاصمة الجزائرية، الملتقى الدولي “السينما والذاكرة” الذي سلط الضوء على أهمية توظيف السينما كوسيلة لترسيخ القيم الوطنية وتعزيز ذاكرة المقاومة، وذلك بحضور باحثين ومختصين من 16 دولة.

وخلال حفل الاختتام الذي أشرف عليه وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، بفندق الأوراسي، تم تقديم توصيات الملتقى الذي نظمته وزارة الثقافة والفنون بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

توصيات لتعزيز سينما المقاومة

دعت اللجنة العلمية للملتقى إلى الاستمرار في تنظيم هذا الحدث سنويًا مع توسيع محاوره، مقترحة أن يكون موضوع الطبعة المقبلة “السينما والدبلوماسية الثقافية: دور القوة الناعمة في التحولات الراهنة”. كما أوصت باستضافة تجارب سينما المقاومة من دول أخرى، مع تخصيص السينما الفلسطينية كضيف شرف للطبعة القادمة.

وأشارت اللجنة إلى ضرورة الاستثمار في توزيع وتسويق الأفلام التي تخدم الذاكرة الوطنية، مؤكدة أهمية إدراج قيم سينما المقاومة في مختلف مجالات الإنتاج السينمائي، بهدف تعزيز الوعي التحرري وتسليط الضوء على القضايا العادلة عالميًا.

ترميم الأرشيف الوطني وتطوير التكنولوجيا

طالبت التوصيات بترميم الرصيد السينمائي الوطني للحفاظ عليه من الاندثار، والعمل على استرجاع الأرشيف السينمائي والتاريخي الجزائري الموجود بالخارج وإتاحته للباحثين وصناع السينما. كما دعت إلى إنشاء بنك رقمي للإنتاج السمعي البصري المتعلق بالذاكرة الوطنية، مع توسيع استخدام الرقمنة في عمليات الإنتاج والتوزيع والعرض السينمائي.

مواجهة الاحتكار السينمائي العالمي

وشددت اللجنة على ضرورة تشكيل تكتلات سينمائية قادرة على مواجهة الاحتكار السينمائي العالمي الذي تفرضه الشركات الغربية، والتي غالبًا ما تروج لمضامين استعمارية، وذلك بهدف خلق حصانة ثقافية وطنية تعزز الهوية الجزائرية.

حضور دولي مميز

عرف الملتقى، المنعقد بين 9 و11 ديسمبر، مشاركة متميزة من باحثين ومهنيي السينما، بما في ذلك مخرجون ومنتجون وكتاب سيناريو وتقنيون من دول مختلفة. وقد شكّل فرصة لطرح نقاشات حول تاريخ السينما ودورها في خدمة الذاكرة الوطنية، بالإضافة إلى استشراف مستقبل الصناعة السينمائية الجزائرية.
أجلام بن علال

LEAVE A REPLY