الحصاد الثقافي 2020
بدائل إلكترونية تفرضها الجائحة
تراكم الغبار على نشاطات وزارة الثقافة
شهدت الساحة الثقافية في الجزائر سنة 2020 على غرار باقي القطاعات أسوأ سيناريو على الإطلاق، حيث عُلقت الأنشطة الثقافية وأجلت المهرجانات و أغلفت دور العرض و ذلك بسبب الأزمة الصحية التي تسبب فيها فيروس كورونا المستجد.
أحلام بن علال
مسَت إجراءات الغلق التي دخلت في إطار جهود الحكومة للتصدي لانتشار الوباء كل الأنشطة الثقافية : السينما و المسرح والموسيقى والمعارض وقاعات السينما حيث توقفت نشاطات متحف السينما و نوادي السينما في كل التراب الوطني، والمهرجان الثقافي الوطني للفيلم الامازيغي الذي كان مقررا تنظيمه بولاية “تيزي وزو” التي كانت مقررة هذه السنة، وهذا الإلغاء جاء بعد قرار مديرية الثقافة و محافظة المهرجان بتمديد تاريخ تسليم الأفلام التي تعرض في هذا الموعد السنوي الذي ينتظره هواة الفن السابع بشغف.
إلغاء وتأجيل وتذبذب في كل الفنون
كما علقت كل نشاطات المسرح وأُجلت مواعيده و المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي كان مقرر و نفس المصير عرفته المسارح الجهوية التي أوصدت أبوابها أمام الجمهور إلى اجل آخر، مع تذبذب في برنامج الموسيقي حيث أُلغيت كل الحفلات و قامت أوبرا الجزائر في هذا الشأن بتأجيل مواعدها الفنية التي برمجت من ضمنها المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية و الموسيقي العتيقة .
عروض عبر المواقع.. إلى إشعار آخر
لكن هذه المؤسسات فكرت في الجمهور وتابعت عروضها من مكان تواجدها أثناء الحجر، إذ قام المسرح الوطني الجزائري و المسارح الجهوية ببث يومي لانتاجاتها عبر صفحاتها على الفايسبوك و قنواتها عبر اليوتوب متبوعة بعروض خاصة بالأطفال.
كما قامت أوبرا الجزائر المتواجد بالعاصمة ببث حفلاتها عبر الإنترنيت فلم يفوت الجمهور فرصة متابعة هذه الفعاليات مجانا عبر صفحتها على الفايسبوك.
كما منح هذا الفضاء الافتراضي فرصة للشباب لمشاركة إبداعاتهم الموسيقية في إطار مسابقة موجهة للفئة الأقل من 16 سنة.
إعلان وزارة الثقافة عن تأجيل كل النشاطات و التظاهرات الثقافية و الإبداعية و الفكرية إلى أجل لاحق أثار سخط وتذمر الكثيرين من أصحاب الجمعيات والمتعاملين الخواص في المرافق التابعة لقطاع الثقافة، لكن الوزارة أكدت على أن هذه الإجراءات الوقائية في مصلحة المواطنين و المواطنات.
تعويضات للفنانين المتضررين
والجدير بالذكر أن جائحة “كورونا” أثرت على الفن والفنانين وعاش الكثير منهم أوضاع مزرية فقامت وزيرة الثقافة السيدة بن دودة بتقديم التعويضات للفنانين المتضررين والناجم عن قرار وقف الأنشطة الثقافية المتخذ في إطار الإجراءات الوقائية للحد من انتشار وباء كوفيد 19.
وأسدت السيدة وزيرة الثقافة، تعليماتها لفريق العمل المشرف على منح التعويضات والمتكون من إطارات تابعة للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وإطارات سامية لوزارة الثقافة، بالإسراع في تقديم التعويضات، مع الالتزام الصارم بالإجراءات القانونية، مشددة على ضرورة التواصل مع الفنانين عن طريق الموقع الإلكتروني للديوان.
المعارض الافتراضية بديل المعارض الحقيقية
الحجر المنزلي لم يمنع الرسامين من الإبداع، والمعارض الافتراضية بديل عن المعارض الحقيقية، لكن جائحة الكورونا فرضت حجرا على خيال كتاب السيناريو، وفتح آفاقاً جديدة أمام فن الرسم.
من جهته، علَق “المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي جميع عروضه المسرحية، ومِن بينها فعاليات الدورة الرابعة عشرة من “المهرجان الوطني للمسرح المحترف” التي كان مقرّراً تنظيمُها كذلك بالمسارح الجهوية في بقية المدُن الجزائرية كانت معنيّةٌ أيضاً بهذا الإجراء الوقائي.
الأزمة و الكتاب
أما عن معارض الكتاب تم الاجتماع في وزارة الثقافة لمناقشة “كيفية تنظيم هذه المعارض” في ظل الأزمة الصحية الحالية وتشكيل ورش عمل تدرس وضعية الكتاب و سياسته وصناعته، وحضر اللقاء، الذى دعت إليه وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، ممثلون عن المنظمة الوطنية لناشرى الكتب وعن نقابة ناشرى الكتب إلى جانب إطارات من الوزارة ومن المركز الوطنى للكتاب، حسب ما ذكرت وكالة أنباء الجزائر، وفى اجتماع سابق فى إطار هذه المشاورات اقترح المشاركون “تشكيل لجنة مشتركة لتقديم التصورات والاقتراحات” للتغلب على الصعوبات التى تعترض “تفعيل تطوير النشر” و”إعادة بعث” سوق الكتاب في الجزائر.
وببطء، يعاد فتح القاعات مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي، وتلجأ كثير من المؤسسات الثقافية للبدائل الإلكترونية لممارسة نشاطها افتراضيا.