ثقافة مجتمعنا تتقبل خيانة الزوج لزوجته، وتعتبرها نزوة عابرة سرعان ما تمر، ولا ترحم خيانة الزوجة وتعتبرها مجرمة بفعلتها، رغم أن الجرم واحد وهو خطيئة فادحة سواء افتعلها الرجل أو المرأة فالشرع يساوي في عقابها بغض النظرعن الفاعل، لكن عقلنا كبشر يرفض بشدة فكرة خيانة الزوجات، كونها الأم والزوجة، فمن المسؤول عن هذه النظرة الظالمة ولماذا لا يتقبل مجتمعنا خيانة المرأة ويبيح خيانة الرجل مهما كانت كبيرة؟ طرحنا هذه الأسئلة على بعض الأشخاص وكانت  لهم ردود الأفعال التالية:   

من أكثر أسباب الطلاق إنتشارا خداع الزوجة لزوجها أو ارتباطها بعلاقة غرامية مع رجل آخر وفي معظم الأحيان يكون صديقه المقرب، فسرعان مايكتشف الزوج ذلك يسارع لطلب الطلاق، أما إن كان هو المذنب فتسامحه الزوجة وتعتبرها نزوعة عابرة بحجة أنه في الأخير سيعود لحضنها ولأولاده.

التقتنا بمجموعة من المواطنين وكان لنا معهم الحديث الآتي:

“من تخدع زوجها لا بد من  قطع رأسها”

 محمد شاب يبلغ من العمر 30 سنة قال ان وسائل الإعلام بالمسلسلات التركية، والفايس بوك بالصداقات الجديدة فتح امام  الزوجة ابواب كثيرة لخيانة زوجها وبكل سهولة، وأضاف : “نحن مجتمع محافظ ولا يقبل بشدة خيانة الزوجة وهذا شيء طبيعي جدا فنحن شعب مسلم له دينه وتقاليده وعاداته، وهذه الظاهرة دخيلة على مجتمعنا، لانه اصبح للمرأة الحرية المطلقة في كل شيء، لا مجال للمقارنة بين الرجل والمرأة في هذا المجال، فإذا خان الرجل فهذا أمر طبيعي لأن هناك مغريات كثيرة سواءا في الجامعات أوالإدارات  أو شوارع العاصمة فالمتجول فيها لا يستطيع غض البصر نظرا للألبسة المكشوفة والفاضحة، فالذنب ليس ذنب الزوج المسكين، أما الزوجة فمكانها في بيت زوجها ولا بد أن ترعاه وتربي أولاده وإن خانت فيجب قطع رأسها، لان الرجل يخرج يوميا لكسب القوت لأجلها وأجل عياله، ومن جهتها لا بد أن تصون بيته في غيابه “.

تجارب زوجات.. مبررات غريبة لأسباب خيانة الزوجة لزوجها

“م.ه” وافقت أن تحكي عن تجربهتها ل “مجلة أحلامي” على شرط عدم الكشف عن هويتها قائلة: “أنا أحب زوجي كثيرا، وعندي أولاد معه، لكن في إحدى المرات وعن طريق الأنترنيت تحدثت مع شخص غريب ووصل بي الأمر إلى ان أريته نفسي عبر الكاميرا فأصبح إتصاله بي شبه يومي، ولما خفت من تطور الأمور بيننا أخبرت زوجي فقال انه سيطلقني ومنذ ذلك اليوم تحولت حياتي إلى جحيم”.

أما السيدة “ل.م” المتزوجة بطريقة تقليدية بدون حب منذ 10سنوات فقالت:” بسبب علاقة حب فاشلة، تزوجت من صديق أخي وبعد الزواج بفترة لم اشعر بالسعادة معه رغم تظاهري بذلك، وشاءت الأقدار أن التقيت بحبي الاول مجددا، وتوطدت العلاقة بيننا كما لو كنا زوجين، استمرت العلاقة عامين، تقابلنا فيهما عشرات المرات، وكنت أصل إلى ذروة الشهوة معه بسرعة بالحب والحنان، ندمت ورجعت عن ذنبي، واستغفرت الله، وهو أيضا، لكن زوجي لا زال على هذه الحال”.

“من تخدع زوجها لا تستحق حتى النصيحة”

ومن واقع مشكلات الخيانة الزوجية تقول” أ”ع”:” زوجي أسوأ رجال العالم ولم أفكريوما في خيانته، لكن الغريب في الأمر أن غالبية النساء اللاتي يخونوا أزواجهن أزواجهم يعاملونهن بمنتهي الاحترام والاهتمام، لكنه ربما الفراغ العاطفي أو الهيافة أو الملل من كثرة الدلال والرفاهية، وفي الحقيقة لا أجد أي مبرر لأي امرأة تخون زوجها مهما كانت الأسباب، لان المرأة التي تخشي الناس ولا تخشي الله هي امرأة لا تستحق حتى النصيحة، فالإسلام أباح الطلاق في حالة عدم وجود وفاق، فلماذا تخون الزوجة زوجها لا أرى مبرر للخيانة ذلك لأنها شيء حقير جداً ضد الفطرة”.

إفشاء الأسرار الزوجية أكبر مداخل الخيانة

من جهته يؤكد الأخصائي النفساني” ه.محمد” ل”مجلة أحلامي” أن هناك زيادة ملحوظة فى نسبة خيانة الزوجات مؤخرا الأمر الذي لم يحدث بهذه الصورة خلال العام الماضي، والزوجة التى تلجأ للخيانة وتعطي مشاعرها لرجل آخر غير زوجها تعاني من اضطراب أو مشكلة نفسية لأنها ضد طبيعة وفطرة المرأة السليمة، وعن مدخل الخيانة يقول: ” غالباً لا تبدأ الخيانة كخيانة، ولكنها تنشأ بأن يحكي أحد الطرفين مشاكله وأسراره الخاصة للآخر سواء في مجال العمل أو غيره، وسرعان ما يتطور الأمر من مكالمات إلى احتواء عاطفي إلى حب إلى علاقة جسدية، ولكن الخيانة سواء كانت من الرجل أو المرأة حسابها واحد عند الله، ولكن يجب أن نشير إلى أن “العلم النفسي للإناث” يؤكد أن المرأة بطبيعتها النفسية لا تحب إلا شخص واحد فقط، وأكبر دليل على ذلك هو الشرع الذي أقر زوج واحد فقط للمرأة، وسمح للرجل بالتعدد، نظراً لاختلاف قدرته النفسية والذهنية التي من الممكن أن تستوعب أكثر من امرأة، إذا لا تجيد المرأة تقسيم مشاعرها ولا تقدر على ذلك، ولا يمكن أن يكون في حياتها زوج تحبه ورجل آخر يستمع، وإذا ارتبطت بشخص عاطفيا بالتالي ستكره زوجها وأولادها أيضاً وتلجأ للتبرير والكبت والإسقاط.

إن ما يحدث خلال الخيانة هو استسلام الإنسان للعقل الباطن المليء بالوساوس والأخطاء، وفي لحظة الضعف يفكر الإنسان بعقله الباطن، وشبه فرويد العقل الباطن بالجبل الثلجي لا يظهر على سطح الماء منه سوي جزء بسيط وهو “العقل الواعي المدرك” والباقي تحت الماء “العقل الباطن” وهو الجزء المليئ بالحيل الدفاعية، ومن يقع بكبوة الخطيئة لا يري بعقله الواعي كي لا يشعر بتأنيب الضمير أو أي ذنب، ولكنه ينكر الخطأ عن طريق كبت هذه المشاعر فيبدأ بالتبرير أو الإسقاط وهذا ما تقوم به المرأة لتظهر بصورة الضحية.

فعلى كل  سيدة أن توقن أن الرجل الذي يتقربمنها وهويعرف أنها متزوجة لا يريد منها إلا الجنس وليس مستعدا لتقديم شيء أكثر من هذا سوى دمار بيتها وتشتيت اولادها وجعل سمعتها بالحضيض.

 أحلام بن علال

أضف تعليقاً