إقبال كبير عليها لأن أسعارها معقولة مقارنة بالعالمية

 العطور المعبئة تنافس الماركات العالمية

 شهدت محلات بيع العطور المقلدة او المعبئة في الآونة الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف محبي الماركات العالمية بعد توسع تجارة العطور المعبئة التي تمنح للزبائن ومهووسي العطور مستخلصات من ماركات عالمية، ورغم التقليد واختلاف العطور من محل لآخر، إلا أن هذه التجارة تلقى رواجا كبيرا في الوسط الجزائري الباحث عن الرفاهية بأقل الأثمان.

أحلام بن علال

تشهد تجارة العطور بالتعبئة انتعاشا ملحوظا، وما زاد من انتشارها تزايد طلب الزبائن عليها، خاصة وأن هذه المحلات تقتني مختلف الماركات العالمية، وحسب الكمية التي يريدها الزبون، فروائحها الجميلة المنبعثة تجذب المارة لتشكل حالة امتزاج بين العطور، كما أنها تباع بأسعار زهيدة وبمتناول الجميع، واللافت أنها تحمل أسماء أهم الماركات العالمية في هذا المجال.

 “مستخلصات لمختلف الماركات العالمية “

يقوم أصحاب هذه المحلات ببيع مستخلصات لمختلف الماركات العالمية من شانيل وإسكادا وسينما، لاكوست، أرماني وأخرى، حيث يجد الزبون نفسه أمام قارورات زجاجية كبيرة تملأ المحل، ليقوم باختيار عطره المفضل وحسب الكمية التي يريدها وبالسعر الذي يناسبه، ليقوم صاحب المحل بإضافة القليل من الكحول والماء المقطر إلى تلك الزيوت العطرية ويحضر الخليط أمام أعين زبونه، ويقدمه له في قنينات مختلفة الأحجام، ويقدر سعر القارورة حسب سعتها، وفي هذا السياق تجولنا” بين بعض هذه المحلات أولها كان محل “مهدي” بديدوش مراد  الذي قال: “سعر القارورات يتباين من حجم لآخر، فالقارورة الكبيرة يتراوح سعرها بين 1000 و1500دج، أما القارورة الصغيرة بين 250 و300 دج”، أما عن إقبال الزبائن فقال مهدي “تشهد محلاتنا إقبالا لا بأس به، من مختلف شرائح المجتمع على اختلاف أعمارهم وأوضاعهم المالية، فهي لا تقتصر على شريحة معينة لما تشكله هذه المادة من ضرورة في حياتنا الاجتماعية، فمن أهم الماركات التي يطلبها الزبون “إسكادا، جيفنشي، أرماني كود….”، كما عن الأضرار الناجمة من استعمال مثل هذه العطور فقد نفي أن يكون للعطور تأثيرا ضارا على صحة مستخدميها أو تداعيات صحية مستقبلية، كما قال بصريح العبارة “الزبون هو الذي يحكم، ولم يحدث معي وأن راجعني زبون بشأن أعراض صحية ألمت به جراء استخدام العطور التي اقتناها مني”.

 تسويق المنتوجات بطريقة عصرية

تحاول هذه المحلات استقطاب زبائنها واستدراجهم لإلقاء نظرة على المنتوجات المعروضة، فكل محل يخصص شاب للوقوف أمام المحل للتشهير بالعطور من خلال قصاصات ورقية مليئة بأنواع الروائح، ويوزعها على المارة وبطريقة لبقة، تجعل المار حتى وإن كان مسرعا لا يجد حرجا في التوقف و لو لدقيقتين للاستفسار عن ماركة العطر أو حتى الدخول وإلقاء نظرة على ما هو موجود، سألنا صاحب المحل بديدوش مراد عن هذا الأمر فقال لنا “لا يتطلب هذا دراسة، أو ما شابه، فقط لسان حلو وهندام نظيف، فهو لن يقول إلا بضع كلمات، وهي تفضل سيدي أو تفضلي سيدتي، ومرحبا بكم”.

 الزبون يغريه السعر

بغض النظر عن الجودة عند تواجدنا بذات المحل بديدوش مراد، لاحظنا توافد الزبائن بكثرة، تقربنا من لينة شابة في مقتبل العمر، دخلت لشراء عطر إسكادا، حيث أوضحت لنا قائلة “أنا أحب هذا العطر واشتري قارورة حسب ما يتوفر لدي من نقود، المهم أن لا تنفذ من عندي”، السيدة سامية هي الأخرى كانت متواجدة في ذات المحل فأخبرتنا أنها جاءت لشراء مستخلص لها ولزوجها، فقالت السيدة سامية في ذات السياق “أفضل الشراء من هذه المحلات على الشراء من محلات بيع مواد التجميل، حقيقة هي منتجات أصلية ولكن حتى هذه العطور مركزة وتدوم مدة طويلة”، ما لحظناه أيضا أن الجنس الخشن أيضا يفضل شراء هذه العطور، هذا ما ذهب إليه الياس قائلا “أحب هذا النوع من المحلات لأنني أستطيع أن أجرب كل الأنواع من دون أن أدفع ثمنها، فالمحلات الأخرى قد يرفض صاحبها أن يفتح لك العلبة لتجربة العطر، كما أن العطور العربية متوفرة هنا”، كما أنه يحرص على تعبئة نوعين من العطر على الأقل من الأسماء العالمية وإن الفرق في الثمن بين التعبئة والأصلي كبير جدا، لذلك يفضل التعبئة لأنه يستطيع أن يحصل على أكثر من 10 زجاجات تعبئة مقابل واحدة أصلية، وبالنهاية الرائحة نفسها ولو كانت أقل تركيزا. وتبقى تجارة بيع العطور بالتعبئة تجذب الزبائن من كل شرائح المجتمع، كما أنها محل اهتمام الشباب كمهنة مربحة، لكن هل هي منظمة بالشكل الذي يضمن صحة المستهلك؟؟

 مختصون يحذرون من هذه العطور

يحذر مختصون من الآثار غير المرغوب فيها على البشرة بالذات والجسم عموما، جراء الاستخدام المتكرر للعطور الكيماوية، وتتلخص تلك الآثار في سد مسامات الجلد، كما يشدد الأطباء على أن استخدام العطور الكيماوية تؤدي إلى حساسية جلدية تظهر على شكل تهيج الجلد يرافقه طفح واحمرار مع حكة، وإلى ما يعرف بالتحسس الكيميائي الضوئي، هذا من الجانب الصحي، أما من الناحية الجمالية، فهذه العطور تذهب رائحتها الزكية خلال دقائق معدودة ويضيع غرض التمتع برائحة زكية، وتبقى على الجسم الأضرار فقط، وبخصوص المواد المخففة والمثبتة فإن المواد الكحولية المستخدمة في تركيب هذه العطور، هي آمنة وهي مطهرات طبية عموما أعراضها آنية، وقد تقتصر على تحسس للعطور وتلون مرده طبيعة أجسام المتعطرين وتحسسها.

 

أضف تعليقاً