الفنانة فيزية توقرتي لمجلة أحلامي:

“المنافسة ليست غايتي..وهذا سر رشاقتي”

 فيزية توقرتي اسم له مكانة خاصة في الوسط الفني الجزائري حاضرة بشخصيتها المتواضعة على أكثر من واجهة التمثيل والتنشيط وغيرها، منذ أن كانت صغيرة وهي تحمل في طياتها حلما كبيرا ودفينا أن تصبح ممثلة، فحرصت على تحقيق هذا الحلم بمعية أمها التي كانت تؤمن بموهبتها، تملك في جعبتها العديد من الأعمال لتظهر على شاشة التلفزيون لأول مرة في مسلسل حب و عقاب سنة 2010 مع المخرج مسعود العايب، عملت أيضا في ”أوتار” سنة 2014 مع المخرج محمد الوالي، و”ذاكرة الخيال للمخرج عمر لقام،”نساء و قدر”سنة 2014،”معاناة امرأة” للمخرج بشير سلامي،”حب في قفص الإتهام” للمخرج بشير سلامي،”قلوب تحت الرماد”،”الخاوة1و2″مع المخرج مديح بلعيد،و أخيرًا دورها اللافت في مسلسل”الجريح”.

بابتسامتها الجميلة التي لا تفارق محياها وبتواضعها كشفت عن جديدها الفني المرتقب لشهر رمضان المقبل، وعن سر رشاقتها وكذلك نظرتها لواقع البرامج المعروضة حاليا.

 حاورتها: أحلام بن علال

بعيدا عن اسم الشهرة، من تكون فيزية توقرتي؟

فيزية توقرتي إنسانة متواضعة قريبة من الناس، ولدت بالقصبة وعشت فيها حوالي 12 سنة، انتقلت بعدها للعيش بالحي الشعبي باب الواد، ثم بالقبة والآن أنا بواد الرمان في بيت أهلي.  أما من الجانب الفني فأنا متعددة المواهب، فقد سعيت لإجادة أدوار مختلفة، كما أواصل تحدي نفسي عبر انتقاء أدوار تتوافق مع شخصيتي ومنهجي في الحياة هو الأصالة والصدق في العمل.

ماذا علمك الفن؟

تعلمت من الفن عدة أمور، أنا بطبعي حساسة وصادقة والفن زاد قناعتي بالإحساس والصدق فليس ضرورياً أن تكون هناك منافسة في مختلف المجالات بقدر ما هو إجباري وجود الهدف الذي يكون بوصلة لمعرفة طريقنا ورسم مسار واضح لنا في جميع الأحوال. الفن رسالة جميلة إذا عرفنا كيف نوصلها.

 علقت الفنانة الكبيرة شافية بوذراع عن دورك في مسلسل الخاوة قائلة: فيزية توقرتي.. قاستنا بدورها في فيلم الخاوة، ما هو شعورك؟

يكفيني شرفا أن فنانة كبيرة بحجم “شافية بوذراع” تقيم أدائي الحمد لله. أكون فخورة لما يتحدث عني الكبار، فهذا إضافة كبيرة إلى اسمي..

 ولجت عالم الفن و التمثيل عن طريق الصدفة هل هذا صحيح؟

  نعم كان ذلك سنة 2000 بعد ومضة إشهارية تجارية لإحدى الشركات لما عرضت علي الفكرة بينما كنت أتسوق في إحدى المراكز التجارية. كان العمل في الفن حلم حياتي و قبل احترافي فن التمثيل كنت فنانة بالفطرة احترفت الرسم على الحرير والكر وشيه، ولولا عشقي لمجال الفن لما بقيت فيه بسبب وضعية الفنان في الجزائر الذي يعاني الإقصاء والتهميش.

هل صحيح أن ولوجك لعالم الفن جاء تنفيذا لوصية زوجك قبل وفاته؟

زوجي لم يعارض فكرة ولوجي إلى عالم الفن وكان يعرف أنه حلمي تزوجت في سن صغيرة  ولم أتمكن من تحقيق طموحاتي وأهدافي، فلما سألني عن أحلامي آنذاك أخبرته أنني من هواة المسرح والتمثيل، فلم يمانع قط.

حدثينا عن تجربة المونولوغ” الذي قمت به في عدد من الدول كألمانيا و فرنسا بحكم سفرك و تنقلك للعيش في عدد من الدول الأجنبية؟

نعم بحكم عمل زوجي المتوفى رحمه الله تنقلت للعيش بعدة دول أجنبية، فكانت تجربة رائعة رغم كل المعوقات، إلا أن صدقي في الأداء ساعدني على المواصلة في هذا المشوار أرى بعض الفنانين يأتون للعمل لكن لا يوجد تقمص للشخصيات. لما أقرأ السيناريو أنسى أن اسمي فيزية أتقمص الشخصية قبل تأديتها ومن الأدوار من أبكتني بمجرد قراءة السيناريو وقبل تأديتها أدخل في الدور و أعيش الحكاية.

البعض يضع شروطاً وتحفظات عند اختيار الأدوار، فما تحفظات فيزية؟

لدي تحفظات بالفعل، يعني مثلاً لا أقبل بالنوم في سرير واحد مع ممثل رغم أنه ليس إلا مجرد دور وهناك تباعد، غير أن ثقافتنا وتقاليد المجتمع الذي نعيش فيه لا تفضل ذلك ويجب أن نحترمه ولا نختلف عنه، كما هناك أدوار لا أراها تناسبني وأفضل أن تؤديها ممثلة أخرى غيري.

ماذا عن أحب الأدوار إلى قلبك؟

كل الأدوار التي قدمتها أحببتها، ولكن دوري في مسلسل “حب في قفص الاتهام” للمخرج بشير سلامي كان أقربهم، لعبت دور زوجة الأب التي تبكي حرقة لفقدان ابن زوجها الذي كانت تحبه كأنها ولدته من أحشائها، أًحب الأدوار الهادفة التي تحمل رسالة، فالرسالة التي أوصلتها للجمهور من خلال هذا الدور هي أنه حتى زوجة الأب بإمكانها أن تحب ابن زوجها بكل صدق وكأنه ولدها. الآن الإشهار والميزانية هما من تبرزان أعمالا عن أخرى.

ألم يراودك قرار الاعتزال ؟

 حاليا لا.. لكن سيأتي اليوم الذي سأعتزل فيه فأنا أكبر.

ما سر ابتسامتك الدائمة مع الجميع؟

 سر صغير وبسيط، فإذا أردت أن توجه أو توصل رسالة إلى المجتمع يجب أن تكون مبتسما لأن الابتسامة بلسمٌ لتقريب القلوب وتآلفها، كذلك لا يُمكن تزييف الابتسامة؛ لأنها كالذّهب مهما حاول المُخادعون تزيفه، إلا أنَّ بريقه يبقى مميّز عن كُل بريقٍ آخر، عندما أبتسم.. أبتسم من أجل نفسي، ومن أجل الآخرين أيضًا، ومن أجل المُجتمع ككل، أعامل الناس كأنهم أهلي وأحب لهم ما أحبه لأهلي، وبإذن الله أتمكن قدر الإمكان أن أزرع الفرحة والسعادة في قلوبهم.

السبب الحقيقي لرحيلك من برنامج “سوق النسا”؟

أتحفظ على السبب..لكن الحصة في حد ذاتها لم تكن السبب لان مشكلتي كانت مع الإنتاج، هناك الكثيرين ممن ظنوا أنني خرجت من حصة سوق النسا بسبب “مونيا بن فغول”، هذا غير صحيح فلا علاقة لها بانسحابي بالعكس كنت أتفق معها كثيرا إلى آخر أيام خروجي من الحصة لم يكن بيننا مشكل إطلاقا لا مع مفيدة عداس ولا مع مونية بن فغول، وأنا ومفيدة عداس شخص واحد.

وجهت لك انتقادات كثيرة على طريقة تنشيطك لبرنامج “العشرة”، على أنه كان عبارة على أسئلة تليها أجوبة  لم يلمس الجمهور تلقائية في الأداء لماذا؟

الحلقات التي استضفت فيها شخصيات أعرفها من قبل وتربطني علاقة صداقة بها كانت تلقائية ورائعة على غرار حلقة صديقتي مفيدة وابنها وبهية راشدي وعايدة قشود جلال وابنه..الناس الذين عاشرتهم أعبر كما أشاء وأكون مرتاحة أكثر، لكن في الحصص الأولى التي قدمتها عدى أني كنت مريضة ولم يكن بوسعنا تأجيل التصوير، كنت متقيدة بأسئلة وبمصطلحات  لم أتعود عليها من قبل، ما أثار استيائي فأنا لست صحفية بل أنا ممثلة. لما عرضت عليا في البداية  فكرة تقديم هذا البرنامج تحمست لان العشرة ميزة في مجتمعنا وأنا في 52 من العمر أعرف جيدا ما معنى العشرة، وأستطيع ان أبدع في وصفها وتقديمها، لو كان برنامجا سياسيا لم أكن لأقبله، فكرة البرنامج أعجبتني لكن التقيد بالأسئلة  حصر مشاعري ولم أستطع التفاعل مع الضيوف بتلقائية، ووقعت في فخ أنه تم انتقادي ولم ينتقد المنتج، فقررت بعدها أن أتدارك ما فاتني في الموسم الثاني وطلبت من فريق الإعداد إحضار ضيوف يحبهم الناس، ومعيار عدد المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي لا يهمن، ولا تهمن الشهرة فالفن رسالة بناء وليس معول هدم فيستطيع الفنان إن يحي القيم والمبادئ داخل المجتمع وحينها يستطيع المشاهد إن يعي ويعقل ما يدور حوله وإن ينتقي حتى يرتقي.

برامج كثيرة برزت في الآونة الأخيرة هل هي منافسة؟

أشجع كل البرامج وافرح لكل من تدخل هذا المجال. فرحت كثيرا لبرنامج مفيدة عداس الجديد وأحب برنامج أنيسة شايب وحصة لحراير لا انتقدهم والهدف إيصال رسالة لمجتمعنا الجزائري أنا هدفي ليس المنافسة وان اكون أفضل من فلانة أو علانة، هدفي إيصال رسالة، بزرع المبادئ والقيم والأخلاق ،والدعوة إلي الحب والتوائم بين الجميع، ونشر السلام وروح التسامح لا نطرح للمشاهد أفكار سلبية قد تؤثر علي نفسيته فتغير اتجاهه نحو سبيل آخر غير الذي يرتضيه المجتمع.

من بين الألقاب التي لقبك بها جمهورك سفيرة الزى التقليدي؟ ماذا يمثل لك هذا اللباس؟

اللباس التقليدي كينونة حية في نفوسنا وعقولنا كجزائريين. وبما أن التراث هو التاريخ الذي يعيش فينا ونعيش فيه و رغم اجتياح الأزياء العصرية الأماكن، إلا أنني أحرص على حضوري بالأزياء التقليدية في مختلف المناسبات سواء الدولية أو المحلية والتي تحضا بإعجاب وانبهار الحضور وتقديرهم خاصة في الدول الأوربية، حيث وجدت نفسي أساهم في
ترغيب المواطنات الأجنبيات لاسيما الشابات منهن في الإقبال على ارتداء الملابس التقليدية وأهديت الكثيرات ممن التقيت بهن قطع من اللباس التقليدي “الكاراركو” لايطالية وفرنسية وألمانية وسويدية لمحاولة نشر ثقافتنا الجزائرية وارثنا و الترويج لأزيائنا التقليدية المحضة.

لماذا تبكي فيزية بمجرد الحديث عن الأم؟

أمي أطال الله في عمرها تعبت معي كثيرا في مشواري الفني وشجعتني ولم تتخلى عني أبدا تبكي لبكائي وتفرح لفرحي، أمي أول من ساندني منذ طفولتي، إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه الآن.

سر أناقتك ورشاقتك ؟

منذ صغري أحب نفسي، وأعشقها ألبس أجمل الثياب وأعتني بنفسي وأمارس الرياضة ولما ألاحظ زيادة طفيفة في وزني أقوم بحمية لإنقاصها.

 ماذا عن جديدك الفني؟

هذا العام سأشارك في مسلسلين الأول : “يما” الجزء الثاني، ومسلسل “دنيا” بدورين مختلفين لا يتشابهان إطلاقا، سيعرضان خلال شهررمضان المعظم. عندي أصدقاء في الغربة يقولون لي لما يأتي رمضان نفضل مشاهدة الشاشة الجزائرية فقط، فان شاء الله نكون عند حسن ظنهم.

هل فعلا الأمور  تسير من حسن إلى أحسن؟

فعلا إن الأمور تسير من حسن إلى أحسن وأتمنى أن تعود الدراما الجزائرية إلى أمجادها وبرأيي أن المواضيع التي تتناولها الدراما حاليا باتت أعمق واشمل بمعنى أنها لم تعد محض بل ممكن ان يتفاعل معها جمهورنا في الدول العربية كما انّ كلفة انتاج الاعمال اصبحت ضخمة ويصرف عليها لتكون بمستوى الاعمال العربية.

أحلامك؟

أحلامي كثيرة أحلم بأن أكون في المستوى ولا أطلب الكثير لا أطمح للعالمية مادامت هناك محسوبية، أحلامي أعمال كثيرة لا تقتصر على شهر رمضان فقط، كما أطلب من جمهوري أن يسامحني إن أخطأت يوما.

كلمة ختامية؟

أقولها لجمهوري هو عائلتي الثانية أحبه كثيرا وفخورة به وأنا اعمل جاهدة لأجل إسعاده بكل ما أوتيت من قوة.

أضف تعليقاً