تتربع الفنانة “نادية بوشمع” المعروفة باسم “نرجس”على عرش التميز كمطربة متألقة ذات حضور وصوت عذب، كانت في المعهد الوطني للموسيقى ضمن أول مجموعة صوتية بوليفونيا وفي فرقة UNJA”” ببوليغين، وفي سنة 1973 التحقت  رسميا ببرنامج “ألحان و شباب” و بقيت في المعهد الوطني للموسيقى لأكثر من أربعة سنوات مع المجموعة الصوتية قبل ولوجها إلى ألحان وشباب، ومثلت الجزائر في عدة مهرجانات مع الكورال في أواخر السبعينات، واشتهرت بأغنية “صفة الشمعة و القنديل” التي قدمتها في أوبرات محمد حلمي  قبل عيد ميلاد ألحان وشباب في شهر ديسمبر1974و، بعدها سجلت 33 دورة من بينها “عيني شكات مع قلبي” واستخبار صفة الشمعة والقنديل”، وكانت مشاركتها في برنامج “ذا فويس سينيور” في طبعته الأولى كتتويج لمسيرتها الفنية على حد تعبيرها. فكيف كانت هذه المشاركة؟… التفاصيل في هذا الحوار.

حاوتها: أحلام بن علال

 أولا: حدثينا عن كواليس ترشحك للمشاركة في برنامج ذا فويس سينيور؟

 في البداية تلقيت اتصالاً من إدارة البرنامج بعدما قاموا بالإطلاع على رصيدي الفني في اليوتيب، ووجدتها فرصة مثالية لتنفيذ ما أحبه، وتمثيل بلدي أحسن تمثيل، لا أخفي سرا أنني ترددت في البداية قبل الموافقة على المشاركة  خوفا من أن يكون برنامجا للكاميرا الخفية و بعد تفكير عميق وتشجيع من أولادي توصلت إلى أن وجودي فيه مهم بالنسبة لي ولبلدي الحبيب خاصة وأن فيه ترويج للأغنية الجزائرية الأصيلة.

وعما إذا استطاعت التعريف أكثر بالتراث الجزائري قالت:

” حاولت قدر المستطاع التعريف بفننا وموسيقانا، وتحدثت عن عاداتنا الكثيرة والمختلفة عبر 48 ولاية كتنوع ثقافي رائع، فلما صعدت إلى المنصة أحسست بمسؤولية كبيرة لأنني أمثل علم بلدي وكلي رعشة وخوف والدموع تملأ عيناي كنت فخورة وجد فرحة خاصة لما قلت : من الجزائر ..بكل فخر واعتزاز، وصفقت لبلدي، فحتى لو لم تتحرك كراسي المدربين لم أكن لأحزن، يكفيني شرفا أني وقفت على المسرح بزي تقليدي عاصمي ومثلت بلدي وتحدثت عنه بتنوع تراثه وطوابعه وبما تزخر به بلادنا..في الأخير تظل أجمل تجربة، أديت استخبار جزائري من التراث، ثم أديت أغنية تراثية وهي “بالله يا إبن الورشان” ووجدت أنها أجمل  مناسبة لتتويج حياتي الفنية والتي بدأت منذ 1973.

كيف تصفين أيام مكوثك هناك؟

قضيت أياما رائعة في ذا فويس سينيور” ولم أندم يوما على مشاركتي وإن عرضت علي المشاركة مرة أخرى فلن ارفض أبدا، تعاملنا مع فريق عمل محترف وأشخاص لديهم قدرة على الاستمرارية والعمل بكل حب ومودة واحترام، استمتعت بهذه التجربة لأن المتنافسين بذلوا مجهوداً رائعاً كي تصل أحسن صورة للكوكبة الفنية التي سمعتموها في البرنامج أثناء التصوير.

 

ماذا عن مشاركة الفنان عبد العزيز بن زينة ؟

عبد العزيز بن زينة هو صوت رائع مثل الجزائر أحسن تمثيل، اعتبره بمثابة أخ وصديق، التقينا في مطار اسطنبول حينها عرفت أننا سنكون مع بعض في نفس البرنامج وهذا فخر لنا لأن كلانا من الجزائر وسنمثلها أحسن تمثيل كل بطابعه.

 

أليس غريباً عدم ظهورك مع الصحافة بعد تجربة كهذه؟

أنا متصالحة مع نفسي ومع جمهوري وصريحة، فالصحافة أو القنوات التلفزيونية الخاصة لم تستضفني منذ سنين لكي أقبل دعوتها بعد الشهرة ليكون لها السبق الإعلامي، تلقيت العديد من الاتصالات من قنوات كثيرة ولم أقبل الظهور من خلالها.. أولا نظرا لطبيعة العقد الذي أبرمته مع البرنامج والذي مدته عام، وثانيا لأنه طالني التهميش كثيرا، لم ادعى في حصص تلفزيونية للقنوات الخاصة، وأثر في بشكل كبير عدم دعوتي لعودة مدرسة ألحان وشباب رغم أنني من أوائل المتخرجين منها ومن قدمائها، و الحصة الأولى سنة 1973 كان فيها “عزيوز الرايس” كان ظهوره باسم “عزيوز رحمة” و “سيد علي دريس” و في ديسمبر 1974 كان عيد ميلاد الحصة و بين الحصتين كان احتفاء بعدة مناسبات منها تدشين مسرح سيدي فرج في حفل مباشر على المغرب العرب وبثت أوبرا الأستاذ محمد حلمي مع المرحومة ياسمينة التي أديت فيها مقطع استخبار “من صفة الشمعة” ، كنا نصغي لكبارنا ونحترمهم ونقدرهم والحفاظ على التراث مسؤولية الجميع.

اندهش الجمهور لما شاهدك في برنامج “ذا فويس سينيور”.. ولم يكد يعرفك لتغير الاسم الذي عرفك به من “نرجس” إلى “نادية بوشمع” فما هو اسمك الحقيقي؟

منذ صغري والعائلة ينادونني باسم “نورة” ولما ذهب أبي ليسجل اسمي في البلدية كان تائها بين ثلاث أسماء “نورة نادية وهاجر” فكان اسم نادية على الوثائق الرسمية وفي العمل فقط، وفي صيف 1974 في سيدي فرج عرفت  نفسي إلى مقدمة البرنامج أنذاك “ليلى”على أساس “نورة” أو “نادية” فقالت لا..نادية سيظنون أنك “نادية تيسير” رحمها الله و”نورة” زوجة كمال حمادي، فكنا على المباشر وفجأة نادت علي باسم نرجس للدخول، وتقبله الناس والكثير من الفتيات سمين على اسمي تلك الفترة، أما عن برنامج ذا فويس سينيور فقد تاعملوا فقط باسمي الحقيقي رغم ذكري لإسمي الفني “نرجس” عند مروري لكنهم قاموا بقطع المقطع.

وهل استفدت من تجربتك؟ وماذا أضافت إليك ؟

 بالتأكيد فقد شاركت فيه لأنني تحمست لطبيعة البرنامج وقدرته على الانتشار وبمشاركة فنانين كبار من نجوم الأغنية العربية وهذا أكبر وأجمل مكسب في هذه التجربة، واكتشفت المعنى الحقيقي للاحترافية وانبهرت به، فبرنامج The Voice Senior يقدم أسماء غنائية متمكنة الأداء لما فوق الستين عاماً من دول عربية مختلفة، وقد نالت الفكرة إعجابي وشعرت أنها ستكون تجربة جديدة بالنسبة لمشواري الطويل وبصراحة استمتعت كثيراً أثناء فترة تواجدي هناك مع شخصيات أعتز بمعرفتها و التي أعطتني طاقة ايجابية، وقد سمعت أصوات “تحفة” وجميلة ولم أكن أتخيل أن أتعرف على مثل هذه الشخصيات القوية المميزة.

فكل منّا يكتسب أشياء عدّة من علاقته مع الآخر فيكون هناك نوع من تبادل الدروس والتجارب و سعدت جداً بصحبة المشاركين من كل مكان، سواءا من المغرب العربي أو والمشرق العربي وكذا من بلدان أخرى، اعتز بصداقتهم وشعرنا أننا كعائلة واحدة وكان بيننا تناغم هذا وحده يعتبر مكسب.

تعليق واحد

أضف تعليقاً