“هاجر أوداين” مغتربة تسعى للترويج للتراث الثقافي بالخارج، عشقت الفن بجميع أنواعه، ووجدت أن المظهر من أكثر الأشياء المعبرة عن هوية الإنسان، فاهتمت بذلك في تصميماتها المختلفة للقلادات والأساور والخواتم وغيرها، حتى نالت إعجاب الكثير من الأجانب، هي تعمل اليوم على إعادة إحياء قطع نادرة أصبحت جزءا من لوحات المتاحف أو جزاءا من الصور القديمة رغم جماليتها، لنتعرف أكثر على هذه الشخصية الموهوبة من خلال الحوار الشيق الذي جمعنا بها:

حاورتها: أحلام بن علال

من هي هاجر أوداين؟

اسمي الكامل “هاجر اوداين” مغتربة ب”كندا” أصولي من ولاية الشلف، درست العلوم القانونية والإدارية بجامعة حسيبة ابن بوعلي بنفس الولاية، لا أخفي أن ما درسته مختلف عن اهتماماتي، لكن القانون مهم في الحياة كونه  يحمي الحقوق والحريات، من جهة أخرى كنت دائما شغوفة بالفنون، من حرف، وتصميم للأزياء وخياطة وطرز، أحب كل شيء له علاقة بالتراث، الثقافة، التاريخ، الأدب..

هل سفرك كان مخطط  له أم جاء بمحض الصدفة؟

خلال دراستي وبعد تخرجي بسنوات، خططت لسفري فمن بين أحلامي زيارة أماكن عديدة من العالم، أول دولة سافرت إليها كانت الإمارات، أين عملت كمساعدة إدارية في شركة مواد بترولية، كان موقعها في دبي، أقمت في دولة الإمارات مدة قصيرة لأنه توجب علي السفر لكندا لان زوجي من هناك فقد كان يعمل بنفس الشركة التي كنت اعمل بها.

لماذا اخترت صناعة المجوهرات؟

اخترت صناعة المجوهرات لان شغفي بالحرف التقليدية غير طبيعي، اعشق العمل باليد، اعشق التطريز، صناعة السخاب، أطور مهاراتي في كل فرصة عن طريق دورات قصيرة، كدورات التطريز، تصميم الأزياء، الخياطة، أود تعلم صناعة الخزف أيضا، املك معمل صغير في البيت اقضي فيه معظم أوقاتي، في صناعة المجوهرات.

ما هو التفرد الموجود بمجوهراتك؟

الاختلاف في مجوهراتي هو دمج القطع التراثية مع بعض، فبما أن موروثنا الثقافي غني جدا بالقطع الجميلة فأحب دمج القطع مع بعضها، قطعتين مع بعض، أو ثلاث قطع، لخلق قطعة مختلفة قليلا لكنها تغني تراثنا أكثر وأكثر، مثل دمج مخبل الجوهر مع السخاب، دمج خيط الروح مع السخاب، …. الخ أجدادنا وجداتنا كانوا فنانين وفنانات بالفطرة، نوعوا في خيط الروح ، التاج النايلي ، الجبين…. بالنسبة لنا يمكننا فعل نفس الشيء مع الحفاظ على الأصل حيث أقوم حاليا بإعادة إحياء قطع نادرة أصبحت جزءا من لوحات المتاحف أو جزاءا من الصور القديمة رغم جماليتها، كما أدعو الحرفيين في الجزائر إعادة إحيائها، فنحن نحظى بتراث يعتبر من أكبر الركائز التي يقوم عليها الوطن ومن الواجب الحفاظ عليه وإيصاله سالما للأجيال، صحيح أني اصنع المجوهرات وأصمم الإكسسوارات، لكن الأغلبية المطلقة منها هي مجوهراتنا التراثية.

وما هي التصاميم التي تلقى إقبالا أكثر؟

التصاميم التي تلقى إقبالا أكثر هي خيط الروح وعقدة الحب الجزائرية، هناك قطع أخرى كالمخبل لكن لا مقارنة مع القطعتين السابق ذكرهما، الكثيرات من غير الجزائريات لبسن خيط الروح على الرقبة، او مع فستان الزفاف، أو فستان سهرة، أما عقدة الحب فهي أجمل هدية يمكن تقديمها في عيد العشاق في كندا، لاحظت اهتمام وإعجاب الأجانب بمجوهراتنا، ففي بداية عملي كنت اصنع لمحلات في منطقة تدعى “اوتوا” أصحابها كلهم من أصل كاندي، عرفوا خيط الروح وأحبوه، عرفوا المخبل، ولاحظوا انه شيء مختلف وجميل، أما “عقدة الحب” الجزائرية فكان الطلب عليها غير طبيعي.

واجهت تحدي ثقافي بفعل اختلاف العادات وأنماط الحياة بين الجزائر وكندا لكنك حولتها الى فرصة ايجابية ؟ حدثينا عن ذلك..

عند الهجرة لمجتمع مختلف غالبا ما يوجهنا تحدي اختلاف الثقافات، ولكن أتأقلم سريعا مع أي مجتمع أعيش فيه، ليصبح الاختلاف شيء ايجابي، احرص دائما على التعريف بثقافتي في المقابل أتعرف على ثقافة الآخر، من باب التبادل الثقافي، غالبا ما يتفاجأ الآخر بمدى جمالية ثقافتنا وندرتها، جاء الكثير من أصدقائي إلى صحراء الجزائر والقصبة وقرروا تكرار الزيارة، تعلم الكثير منهم  طبخ البركوكس وشربة فريك، وأصبح الكراكو لباس يستهوي النساء من مختلف الثقافات، ولبست خيط الروح مع فستان زفاف الكثير من العرائس فعلا هذا يدعو إلى المفخرة.

كنت من الحاضرين في أول معرض للطبخ الجزائري بمونتريال هل كان ناجحا؟

أول معرض للمطبخ الجزائري شهد نجاحا باهرا، حيث حضر أكثر من خمسة ألاف شخص جزائريين وأجانب، كان معرضا استثنائيا، بفضل المنظمة “اسمهان دحمان” و اثني وعشرين جزائرية فحلة طبخن ألذ الأطباق من مختلف مناطق الجزائر بكل حب وإتقان، حرمن من النوم لأيام تحضيرا لهاته الفعالية التي هناك مشاريع لتكرارها إن شاء لله، للخروج بنتيجة أروع، درجة نجاح الصالون أدى إلى نسج الإشاعات حوله وهذا لا يغير من نجاحه شيء.

 هل تقومين بفعاليات ثقافية ومعارض للتأكيد على أحقية احتفاظ المغترب بثقافته ؟

نعم أقوم بذلك، وأنزعج من عدم حضور الجزائريين في المعارض المقامة بالخارج، هذا اكبر دليل على تعلق المغترب بثقافته، التقي بجزائريين في معرض ليس بجزائري أرى الفرحة في عينيه أول شيء يقوله شكرا على الحضور واعتزازه وافتخاره بأصله، ليس هذا فقط بل يريد أن يعرف الأجانب جمال ثقافتنا أيضا، وهو ثاني هدف من هذه الفعاليات والتي هدفها التعريف بموروثنا الثقافي الجميل والنادر، حاليا اعمل معارض تراث، مرات في المركز الايطالي، معارض عرب، مغاربيين، أصمم على موقع أمازون العالمي، أرى أن المعارض تساعد في التعريف بالتراث، في معارضي اغتنم الفرصة لارتداء ألبسة تقليدية،  وأعرض كتب لأدباء جزائريين، الخزف الجزائري، حبات سخاب العنبر، طاولة عرضي يجب أن تكون معطرة بسخاب العنبر.

أحلامك؟

أحلامي هو أن أنشأ ماركة خاصة باسمي، وأن يكون للجزائر مهرجان عالمي يستقطب مختلف الجنسيات، كما أحلم وأرجو أن يكون تراثنا بأمان لأنه في خطر ما دامت أشياء لنا تنسب لغيرنا، فبه تقاس حضارتنا، وعليه تقوم نهضتنا، ومن خلاله نستمد مكانتنا لهذا يجب حمايته.

 

تعليق واحد

  1. يجب على على كل جزائري وجزائرية الترويج للثقافة الجزائرية الثرية لدرجة انها باتت تسيل لعاب فقراء التاريخ والتراث . نعم, التراث الجزائري يشهد اكبر حملة لتشويهه ونسبه للغير وعليه وجب على وزارة الثقافة الجزائرية الاسراع بادماج عناصر التراث الجزائري من قبل اليونيسكو . مع العلم ان خيط الروح الجزائري مسجل باسم الجزائر لكنهم حاولوا سرقته ونسبه لهم . لهذا وجب التسويق للتراث الجزائري في معرض عالمي كل مرة لارساخه في الاذهان واثبات افتخارنا واعتزازنا بتراثنا الاصيل🇩🇿❤️‍🔥🇩🇿❤️‍🔥🇩🇿#تحيا_الجزائر_ولا_عزاء_للحاقدين

أضف تعليقاً