أمر جميل أن تلتقي مع شاب كله حيوية وطموح وانطلاقة وتفاؤل يسعى بجدية في هذه الحياة، هنا انطلقت مجلة “أحلامي” لتحاور الشاب الطموح “أسامة حفضاوي” فتفضلوا لمتابعة هذا الحوار الشيق الذي يبوح فيه عن قصته مع الطموح :

حاورته: أحلام بن علال

اسمه الحقيقي أسامة حفضاوي و إياد هو اسمه العائلي واتخذه اسم فني و إعلامي ليمر في جنيريك الحصة التي شارك في تنشيطها بقناة “دزاير نيوز”، وحصة ناس وحكايات التي كانت تعرض على قناة الجزائرية وان، هو متحصل على شهاة الباكالوريا لمرتين “علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية وباكالوريا من جامعة التكوين المتواصل في إدارة الأعمال ودرس بجامعة باتنة 02 التي كان فيها منشطا ومنظما للتظاهرات والتي من أهمها تكريم عاملات النظافة الذي اعتبره إنجاز كبير لما أدخله من فرحة على قلوب الأمهات، متحصل على شهادة الليسانس من جامعة دالي إبراهيم بالجزائر العاصمة، وسعي جاهدا للدخول إلى مجال التمثيل لما كان مقيما بالإقامة الجامعية بن عكنون.

كيف كانت البدايات ؟

لكوني أعشق المسرح درسته في مسقط رأسي فأنا من هواة التمثيل، فقررت أن أدخل إلى العاصمة لأقترب أكثر من هذا المجال، ورغم أن محاولات التحويل من جامعة باتنة إلى جامعة الجزائر التي دامت لمدة عامين كاملين قوبلت بالرفض، إلا أنني لم أيأس أبدا، إلى أن  قمت بكاستينغ بقناة بور تيفي على التنشيط التلفزيوني ووصلت إلى آخر مراحله لكنني رفضت بحجة ترك فرصة لمن هم أكبر مني سنا أحبطني ذلك لكنني لم أتوقف لأنني كنت على دراية بقدراتي من قبول أمام الكاميرا وخامتي الصوتية و إرادتي، وانتقلت من جامعة باتنة 2 إلى جامعة الجزائر 3 وتعرفت على الجمعية السينمائية أضواء التي كانت محطتي الأولى ومنها كانت انطلاقتي هذه الجمعية التي تحتوي على ممثلين كبار ومخرجين كبار على غرار  بهية راشدي أمال حيمر محمد عجايمي حسان بن زيراري وبالمناسبة أحيي رئيسها عمار رابية الذي فتح لي الأبواب التي منها كانت الانطلاقة.

أطرت في الجمعية وتعلمت الكثير من كبار الفنانين، وانطلقت رحلت بحثي عن المجال الذي أجد نفسي فيه كثيرا وشاركت بدور ثانوي في مسابقة تمثيل ببلدية القبة في سلسلة تحمل عنوان “علاء الدين” التي كانت ستمر خلال شهر رمضان الكريم، وإذا بالمنتجة مفيدة عمراني تقترح عليا القيام بالدور الرئيسي لكن المخرج رفضني بحجة أنه وجد صاحب الدور ما أفقدني عزيمتي كوني تقدمت لإجراء الكاستينغ وأنا لا أملك غير 50 دج في جيبي وبقيت حتى الثامنة مساءا ولا أملك نقودا للرجوع ما اضطرني للعودة إلى غرفتي بالإقامة الجامعية مشيا على الأقدام ، ولم أغادرها لمدة 15 يوما.

وذات يوم وأنا في الجمعية الفنية السينمائية أضواء، دخلت المنشطة  بقناة دزاير نيوز “أمال عبد الحفيظ” التي قلبت حياتي بعدما عرضت عليا ركن في حصة صباح ناس دي زاد كمنشط مقترحة أن أقدم فقرة للموضة للألبسة النسائية والرجالية وأعطوني فرصة وعملت “فيتيار” العدد 0″”الذي تحصل على أكبر عدد مشاهدة وأنا الآن في الطريق الصحيح وأشكر كل من مدير الإنتاج جمال بن علي الذي وقف بجانبي وأمين إيجار أيضا الذي قدم لي الدعم الكبير.

ومن ذلك اليوم كرست الوقت والجهد لعملي وتنمية مهاراتي وإعطاء الأفضل ورغم بعدي عن والداي اللذان  لا أراهما إلا مرة في الأربعة أشهر الذي ليس بالـأمر الهين لكنني أعدهما بأن بعدي عليهما سأعوضه بنجاحات كبيرة بإذن الله.

كيف بنيت شخصيتك أمام كل هذه التحديات ؟

بنيت شخصيتي على عدة تحديات في حياتي منذ أن رأيت نور هذه الدنيا الى يومنا هذا يمكنني أن أقول شخصيتي قوية وحساسة في نفس الوقت الأولى اكتسبتها بسبب الظروف التي حاربت فيها من أجل تحقيق أهدافي لأنني ابن حي شعبي بسيط هجرت الى الغربة ولو أني مازلت في بلدي لكن هي غربة عن الوالدين و الأهل و الأحباب وتحمل ظروف قاسية في بلدنا و الجميع يعلمها أما بالنسبة لشخصيتي في جانبها الثاني فأنا جد حساس لأني عانيت غربة الوالدين لأشهر لا أراهم و عانيت من الحقرة و الظلم.

هل واجهت صعوبات في مجال الإعلام بوجه عام؟

 في الحقيقة بدايتي في الإعلام  بوجه عام وفي قناة دزاير تيفي كانت سهلة صعبة في نفس الوقت سهلة لأني ابن المسرح لدي قوة الإلقاء و الفصاحة و عدم الخوف أمام الكاميرا لأنها بالنسبة لي ليست أصعب من مقابلة جمهور يفوق المئات وجها لوجه معه وصعبة نوعا ما لأني وجدت نفسي صدفة في مجال لم أضع يوما في الحسبان أني سأكون فيه.

لو خيرت بين التمثيل والتقديم فماذا تختار؟

سأختارهما معا لأن التقديم التلفزيوني و التمثيل نستطيع أن نقول أنهم فن واحد يعتمد على قوة الإقناع و الإلقاء و الفصاحة وكيفية التأثير و التحكم في مشاعر المشاهد و أنا من المقتدين في هذا المجال بالمقدم التلفزيوني و الممثل اللبناني عادل كرم الذي استطاع النجاح في التقديم و التمثيل.

كيف ترى عمل القنوات الفضائية ؟ وما أفضلها بالنسبة لك؟؟

توجد قنوات فضائية تمتاز بالاحترافية وتنوير الرأي العام و كما توجد قنوات تنشر العار و الأكاذيب و الافتراءات بدون ضمير مهني أفضل القنوات عندي الآن أنا أتحفظ عن الإجابة.

كيف وجدت أول ظهور تلفزيوني ؟ حدثني أكثر عن الصعوبات التي واجهتك ؟

بصراحة أول ظهور تلفزيوني كان رائع و ناجح لحد بعيد لدرجة أن الرقم صفر كما نسميه هو فقط تجريبي لا يبث لكن لأني قمت بتقديمه باحترافية وبطريقة تحفز المشاهد على انتظار ما ستقدمه باقي الدقائق من التشويق قامت إدارة الانتاج بقناة دزاير تيفي بالسماح ببثه مباشرة بعد المعاينة له وأيضا لا ننسى احترافية الفريق التقني العامل معي .

أما الصعوبات التي واجهتني هي أن أول تقديم لي كانت خارج البلاطو وبين الشعب لدرجة أني لم أستطع التحكم في رجلاي من الارتجاف رغم أني كنت واثق في نفسي لكن لم أفهم ما حدث و تبعثر الكلمات مع العلم أني أحضر شيئا قليل فقط مما أقوله و الباقي ارتجالي.

هل لك أن تذكر لنا موقف من بين المواقف التي مرت بك خلال عملك؟

مررت بالعديد من المواقف خلال عملي لكن الموقف الذي لا أنساه هو أني كنت في تصوير لأحدى حلقاتي باحدي محلات الألبسة للأطفال ودخل طفل صغير من اللاجئين الأفارقة ووقف أمام مدخل المحل بهدوء ويرى كيف أقوم بعرض الألبسة للأطفال أمام الكاميرا و عندما درت صدفة رأيته متكئا على باب المدخل ويرمقني بنظرات لدرجت أن جسمي ارتعش من الغيض فناديته و ألبسته ما عرضت من ألبسة وهو مندهش ويقول لي وهو يضحك “لوكان نهرب ضرك متجبدنيش ههه “قلت له لا حاجة لأن تهرب لأنها رزقك الآن فبقى يتلمس الملابس و كأنه لأول مرة يرتدي ملابس غير بالية وهو ما أدمع عيني واحتضنته كأخ لي.

ما هو الجديد الذي تحاول تقديمه من خلال الفقرة التي تقدمها؟

الجديد الذي احاول تقديمه في فقرتي للموضة هو أن ما أقدمه يهدف الى توعية الشباب في أن الموضة ليست في الممزقات و التشبه بالغرب على عكس ان الأناقة في البساطة والحفاظ على الشخصية الرجولية للرجال و الأصالة والتقاليد للجنسين الرجال و النساء.

ما هي مجالات عملك في مجال الإعلام؟

مجالات عملي في الإعلام هو كل ما هو ثقافي ترفيهي يهدف لنشر البسمة في البيوت الجزائرية بحصص ترفيهية و لو أن فقرتي الموضة أقدمها بطرقة مسلية وترفيهية لأني لا أميل كثيرا للأخبار و السياسة .

من هو أبرز شخص التقيت به؟ ولماذا؟

 أبرز شخص التقيت به هو أوسم رجل في العالم لسنة 2015 وهو احد أفراد عائلتي الفنان محمد رغيس لأنه شخصية شرفت الجزائر ورفعت العلم الوطني وإنسان محب لوطنه وبلاده رغم أنها دفعنه للهجرة لتحقيق أحلامه.

ومن الشخص الذي تأثرت به ممن التقيت بهم سواءا في مجال التمثيل أو التقديم؟

الشخص الذي تاثرت به ممن التقيت بهم وأخذت العزيمة منه هي زوجة خال أبي الإعلامية الكبيرة خديجة بن قنة زوجة عبد اللطيف سعودي التي كنت التقي بها في صغري عند زيارتها لبيت العائلة وبيت خالتي بدائرة بابار ولاية خنشلة بحكم أننا عائلة واحدة كنت أقول لها “طاطا خديجة حاب نولي كيفك” لم تقل لي لا مستحيل بل قالت لي و أنا أتذكر كلماتها وعمري لم يتجاوز انذاك 12سنة “كي تكبر شمر على ذرعيك” بمعنى اتعب واعمل و الحمد لله أنا على هذا الطريق و كلي فخر أني التقيت بها مرة أخرى الآن لأذكرها.

برأيك ما هي أهم مقومات المقدم الناجح ؟

بالنسبة لي أهم مقومات المقدم الناجح هي أول شئ التواضع ثم قوة التحكم في مشاعر و أحاسيس المشاهد و طريقة تقديمك للبرنامج بأسلوب يجعل المشاهد لا يمل ويطمع في المزيد منك هذه أهم المقومات

هل من كلمة أخيرة تود إضافتها ؟

وفي الأخير أود أن أوجه رسالة للشباب الجزائري “أتعب واشقى ومتخافش والله راح تلقى” كما أود أن أوجه شكري لمجلتكم الموقرة “أحلامي “على الاهتمام بي والدعم منها والشكر لرئيس جمعية أضواء السينمائية السيد عمر رابية لما يقدمه من دعم لي وان شاء الله لن أخيب ظن المحبين لي وشكرا.

أضف تعليقاً