الاحتفاء به جزائريا وعربيا يكاد يكون معدوما
اليوم العالمي لكتاب الطفل..
يحتفل العالم المثقف كل عام يوم 2 أفريل باليوم العالمي لكتاب الطفل، يسلط في هذا التاريخ الضوء على أدب الأطفال ومدى تأثيره في صناعة جيل الغد.
تم اختيار هذا التاريخ على وجه التحديد لأنه ذاته ذكرى مولد احد أشهر الأقلام التي قدمت بسخاء وبإبداع في أدب الأطفال الدانمركي “هانس كريستيان اندرسن”.
يكاد يكون الاحتفاء بهذا التاريخ جزائريا وعربيا معدوما، بالإضافة إلى غياب الإنتاج الأدبي الموجه للطفل أو لنقل النوع الذي يستهوي الصغار بحق.
بقلم :رانيا برقاد
إن اغلب الحكايات الخرافية الخيالية الخالدة كان مؤلفوها ليسوا عربا، تستهوينا كبارا صغارا،إنا اليوم في سن الرشد اعترف أنني استمتع بمتابعة قصة ذات الرداء الأحمر وسندريلا على شكل قصص وأفلام وبمختلف اللغات، في الآونة الأخيرة أصبح يثار لغط كبير على هذا النوع من الحكايات أنها لا تنتمي لثقافاتنا وان قصصا من نوع سندريلا تعلم الصبية أن الرجل يحقق أمانيها وهذه القصص تجعل الفتيات لا يجتهدن!! وقرأت مقالات تشير إلى ان هذا النوع من المؤلفات يجعل السحر أمرا مقبولا في نظر الصغار لأنه في بعض القصص الخيالية هناك ساحرات طيبات !! استنكر بشدة مثل هذه الانتقادات لقد كنت من الجيل الذي تربى على هذا النمط من الحكايا ولم يجعلني اكبر لانتظر الأمير ولا أحب السحر ولا أخاف من زيارة بيت جدتي لان هناك ذئبا في احد الأزقة سيعترض طريق.
على العكس إذا قدمت هذه القصص العالمية في كتاب برسم ممتع للمشاهدة وأسلوب سلس وإذا قرأت على مسامع الطفل بإلقاء مشوق يمنح لكل انفعال وجزء نصيبه فسنجعل منه واسع الخيال محب للقراءة ولنتوقف عن النقد من اجل النقد وتشويه كل ما هو ناجح بالأخص أن أقلامنا لا تزال عقيمة عن طرح أعمال للطفولة خالدة ومشوقة و مثل التي تربينا عليها جيلا بعد جيل.
لا يمكن أن ننكر انه مؤخرا هناك قصص ورسوم متحركة أصبحت تروج للمثلية الجنسية لكن يمكن من خلال حسن انتقاء الكتب للصغار أن نتلافى وصول من هذا الصنف إليهم . لو كان لي أمنية أو حتى هدف في سنوية الاحتفال بأدب الأطفال هو أن يتم تطوير أدب الطفل الإسلامي لما لا تكون هناك أقلام تسرد السيرة النبوية وتلقي الضوء على أعظم شخصية “محمد صلى الله عليه و سلم” على نحو سهل وممتع يتلاءم مع سن الطفل الموجه إليه ونعد جيلا يكبر متأثرا بنبيه كأفضل شخصية تستحق التقليد عوضا عن بعض الألعاب وأبطال الأفلام التي تروج للعنف وأصبحت قدوة لهم.
لن استرسل في الأسباب الهامشية التي تجعل الأطفال لا يقرؤون كغزو الهواتف وعدم تشجيع المعلم وأمور أخرى، لكن اجزم ان السبب الرئيسي هو غياب القدوة، الطفل يلتقط كل الصفات التي يتسم بها من حوله ولو كان هناك عادة لقراءة في البيوت لانتقلت العدوى للبراعم أيضا، سنحتاج لمعجزة أن يكون هناك طفل قارئ في أسرة تعزف عن اتخاذ الكتاب خليلا.
ونقطة أخرى يهمني أن أشير إليها في هذه المناسبة هي كتب القراءة المدرسية، لن ادعي أني اطلعت على كل كتب الجيل الثاني أو أني أتذكر كل كتبنا نحن جيل التسعينات او كما يطلق علينا الجيل الذهبي، لكن أتذكر أني كنت اسمع قطة مصطفى عندما تموء واشعر يدفئ الأسرة عندما تجتمع لمشاهدة المباراة او في سهرة رمضانية وبمنتهى البراءة اسعد مع العائلة الفقيرة التي اشترت تلفاز لأول مرة.
تلمسني لفحة البرد التي شعر بها فريد حين غادر فراشه وتصلني رائحة سمك أم ليلى الذي احترق أثناء ثرثرتها مع الجارة.
خلت أن اعتباري النصوص التي كانت على أيامنا أفضل واقرب لأي طفل هو مجرد تحيز وحنين من طرفي لأيامي، لكن وجدت إجماعا أن النصوص في السابق كانت أكثر محاكاة لعالم الطفولة مما هي عليه في الحلة الجديدة والأمر يشكل اللغتين العربية والفرنسية.
وبعد تجربة بسيطة في التدريس جزمت أن نظرتي السلبية للكتاب الجديد لم تكن عبثية، نصوص جافة لن تستهوي القارئ الصغير وشخصيا أثناء قراءة النص يتملكني الملل من طول الفقرات وما يتخللها من مضمون لم يطرح بأسلوب أفضل، كما تفتقر لرسم ملفت وألوان في غاية البهجة.
بالتالي اخرج من المقال بخلاصات هي : .أتمنى أن يتم الالتفات ليوم كتاب الطفل تماما كما يفعل مع عيد الحب والمرأة وسواهم . .أدب الأطفال الإسلامي يستحق تركيزا وعملا على تربية دينية تقدم في قالب ممتع ومفيد . .الكتب المدرسية للطور الابتدائي الجيل الثاني تستحق وقفة مراجعة وتغيير النصوص والرسم ليتوافق مع ميولات المتعلم.