يعتبر دخول الطفل للروضة خطوة هامة في مسار تطوره ونموه الشخصي والاجتماعي، فهي تمثل أولى تجارب الانفصال عن الأهل ودخول بيئة جديدة تحمل معها العديد من التحديات والفرص، لذلك، تأتي مرحلة دخول الروضة بأهميتها الخاصة في حياة الأطفال وتطورهم.
أحلام بن علال
تحضير الأطفال لهذه المرحلة الحساسة يتطلب تعاوناً فعّالاً بين الأهل ومربيات الروضة. ومن أجل مناقشة هذا الموضوع واستكشاف دور رياض الأطفال في الجزائر في تحضير الأطفال للدخول المدرسي، قمنا بإجراء حوار مع الخبير عبد الله دواجي، الذي يتمتع بخبرة واسعة في علم النفس العيادي وإدارة رياض الأطفال.
سنستكشف في هذا المقال أهمية روضة الأطفال في حياة الأطفال وسنتعرف على التحديات التي قد تواجههم أثناء مرحلة الدخول للروضة، بالإضافة إلى استراتيجيات يمكن للوالدين ومربيات الروضة استخدامها لضمان دخول إيجابي وناجح للأطفال إلى هذه المرحلة المهمة.
بدون شك، يمكن لهذه المعلومات أن تكون قيمة لكل الوالدين والمهتمين بتحضير الأطفال لرحلتهم التعليمية في روضات الجزائر.
من هو عبد الله دواجي
أخصائي في علم النفس العيادي، مدير روضة أطفال من 2004 إلى 2017، وحاليا المدير العام لمؤسسة روضتي ديزاد المختصة في مرافقة وتأطير روضات الأطفال في الجانب التربوي والإداري.
ما هي أهمية روضة الأطفال في حياة الأطفال؟
روضة الأطفال لها أهمية كبيرة في حياة الأطفال لعدة أسباب. أولاً، تساعد الأطفال على التفاعل الاجتماعي وتطوير مهارات التواصل. ثانيًا، توفر بيئة تعليمية تشجع على الاستقلالية وتعزز التعلم المبكر والاستكشاف. وأخيرًا، تساهم في تنمية القدرات الحركية والذهنية للأطفال من خلال الأنشطة والألعاب المتاحة فيها، بالإضافة إلى اعداده لمرحلة المدرسة.
لماذا تعتبر مرحلة دخول الطفل للروضة في بداية الموسم حساسة جدا وحذرة ؟
مرحلة دخول الطفل للروضة في بداية الموسم تعتبر حساسة وحذرة فهي تمثل أول تجربة انفصال عن الأهل ودخول بيئة جديدة. يواجه الأطفال تحديات انفصالية وعاطفية تحتاج إلى التكيف معها، مما يتطلب تحضيرا نفسيا مسبقا من الوالدين، ودعمًا وتوجيهًا من المربيات وطاقم الروضة. هذه المرحلة تسهم في تطوير مهارات التكيف الاجتماعي والاستقلالية للأطفال، ولهذا فإنها تعد حاسمة في تطورهم النفسي والاجتماعي.
كيف يمكن للوالدين أن يساعدوا طفلهم على التكيف مع بيئة روضة الأطفال وتجربة الدخول للروضة بنجاح ؟
تجربة زيارات متكررة للروضة قبل الانطلاق الرسمي لتعريف طفلك بالبيئة الجديدة والمربيات، والعمل على الانتقال التدريجي.
تشجيع الثقة بالنفس لدى طفلك وتوجيههم بأنهم سيستمتعون ويتعلمون في الروضة.
التدريب المسبق للطفل على المهارات الأساسية مثل كيفية تناول الطعام والتوجه إلى الحمام وارتداء الملابس بشكل مستقل، وتعزيز استقلاليته.
تحضير الأطفال للروضة من خلال قراءة قصص حول الروضة ومشاركتهم في تجهيز حقيبتهم.
تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره، والاستماع إلى مخاوفه ومشاركة الأمور الإيجابية.
التواصل المنتظم مع المربيات والمشرفات لمتابعة تطور الطفل ومعرفة كيفية دعمه في المنزل.
ما هي أبرز التحديات التي يمكن أن يواجهها الطفل أثناء مرحلة الدخول للروضة، وكيف يمكن التعامل معها بشكل فعال؟
مشكل الانفصال عن الوالدين، فقد يشعر الطفل بالقلق أو الحزن لأنه يفترق عن والديه. يمكن التعامل مع ذلك بتقديم الدعم العاطفي والتأكيد على عودة الوالدين بعد فترة الروضة.
صعوبة التكيف مع بيئة جديدة، قد تكون بيئة الروضة غريبة على الأطفال. يمكن مساعدتهم على التكيف بتوجيههم لاستكشاف المكان واللعب مع أقرانهم.
بالنسبة للبعض، قد يكون من الصعب ترك الراحة المنزلية. يمكن تخفيف هذا التحدي بإنشاء برنامج وروتين صباحي ممتع ومشجع.
كما يمكن أن يواجه الأطفال صعوبة في التفاعل مع أقرانهم. وهنا سيفيدنا تشجيع الطفل على اللعب والتعاون مع الآخرين وتعزيز مهارات التواصل.
بالتعاون مع مربيات والطاقم الروضة وتقديم الدعم والتشجيع، يمكن التعامل بشكل فعّال مع هذه التحديات ومساعدة الطفل على التكيف بنجاح مع مرحلة الدخول للروضة.
هل هناك أساليب محددة يمكن استخدامها للمساعدة في تخفيف القلق لدى الطفل في فترة الدخول للروضة؟
نعم، هناك بعض الأساليب التي يمكن استخدامها للمساعدة في تخفيف القلق لدى الطفل خلال فترة الدخول للروضة. إليك بعض الاقتراحات:
التحدث مع الطفل قبل بدء الروضة، فالقيام بالتحدث مع الطفل بشكل منتظم عن ما يمكن أن يتوقعه في الروضة وعن كيفية قضاء وقت ممتع هناك. يجب التعرف إلى مشاعره والاجابة على استفساراته.
زيارات مسبقة للروضة مع الطفل إذا كان ممكنًا، ليتعود على المكان ويشعر بالألفة معه.
يمكن قراءة قصص إيجابية حول الذهاب إلى الروضة. قد يساعد ذلك في تقديم نموذج إيجابي لتجربة الروضة.
من الجيّد إنشاء روتين صباحي منظم يشمل تجهيز الطفل وتوجيهه نحو الروضة. هذا يساعده على التكيف مع ترتيبات اليوم.
تقديم الدعم العاطفي والتفهم لمشاعر القلق لدى الطفل. ينبغي السماع إليه ومشاركته في حلول مشاكله.
الثبات في الردود واستخدم ردود ثابتة وإيجابية عند وداع الطفل وعند استلامه. ذلك يساعده على الشعور بالأمان.
تواصل مع المشرفات والمربيات بانتظام لمتابعة تطور الطفل ومشاركتهم في أي مشاكل أو احتياجات يمكن أن تكون لديه.
باستخدام هذه الأساليب، يمكن تخفيف القلق لدى الطفل ومساعدته على التكيف بنجاح مع تجربة الدخول لروضة الأطفال.
ما هي الأنشطة والممارسات التي يمكن لمربيات رياض الأطفال برمجتها لضمان دخول إيجابي للأطفال؟
لضمان دخول إيجابي للأطفال إلى رياض الأطفال، يمكن لمربيات الروضة اتباع العديد من الأنشطة والممارسات أهمها: جلسات التعرف والاستقبال، ألعاب وأنشطة تعرفية للتعرف على أسماء الأطفال واهتماماتهم، قراءة قصص تعليمية تشجع على التفكير والمناقشة، تنظيم ألعاب تعاونية تشجع الأطفال على التفاعل والتعاون مع بعضهم البعض، تخصيص وقت للعب الحر حيث يمكن للأطفال اختيار الأنشطة التي يحبونها، دمج الأهل في الأنشطة والفعاليات بالروضة…
ما هي الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لتعزيز مهارات التعاون بين الأهل ورياض الأطفال في سياق دخول الطفل للروضة؟
خلق آليات للتواصل المفتوح بين المربيات في الروضة والوالدين، تنظيم ورشات عمل واجتماعات مع الوالدين، تقديم دعم للوالدين على كيفية مرافقة الطفل ومتابعته في البيت، تشجيع الوالدين على تقديم تعليقات إيجابية، برمجة جلسات تعريفية للأولياء حول ما يمكن أن يتوقعوه خلال فترة الدخول للروضة، الإشادة بالجهود والمساهمات التي يقدمها الوالدين في دعم تعلم أطفالهم…
ما هي الدورات التدريبية التي يمكن أن تقدم للمربيات والموظفين في رياض الأطفال لمساعدتهم في تحضير الأطفال لدخولهم للروضة؟
يوجد مجموعة من الدورات والورشات التدريبية مثل: فنون التواصل مع الأولياء، التحضير النفسي للطفل في الأسبوع التمهيدي وبناء الألفة، مهارات التنشيط في رياض الأطفال، دورات في التنمية الاجتماعية والعاطفية وغيرها.
هل هناك توجيهات أو نصائح نهائية يجب تقديمها للوالدين حول موضوع دخول الطفل للروضة؟
يفضل البدء في التحضير لدخول الطفل للروضة مع بداية الصيف أو حتى قبل ذلك.
من الضروري حضور الوالدين للاجتماعات والفعاليات لأن ذلك يساهم في بناء علاقات إيجابية مع طاقم الروضة.
ضرورة المرونة في التعامل مع المواقف الجديدة وردود الفعل الطبيعية للطفل تجاه البيئة الجديدة.
قدّروا جهود المربيات والمشرفين وقوموا بالتعبير عن شكركم لهم.
السؤال الرئيسي للمجلة كالعادة ما هي احلامك؟
نتمنى أن يجد الطفل الجزائري في روضاتنا الملاذ الآمن والفضاء الحقيقي الذي يعمل على بناء مختلف جوانب شخصيته، وأن يرقى أداء مؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة في الجزائر الى مصاف روضات الدول المتقدمة لتساهم اسهاما قويا في صناعة مستقبل هذا الوطن.