تعودت العائلات الجزائرية منذ القدم على أخذ الهدية أو ما يسمى بـ “المهيبة” في مختلف المناسبات الدينية للعروس، ومنها عيد الأضحى المبارك، فيدرجها الجزائريون ضمن العادات والتقاليد العريقة التي توارثناها عن أجدادنا، وقد يختلف نوع الهدية من عطور، أحذية، قماش، مجوهرات وغيرها، فالمهيبة تقدر بمقتضى الحال، ويجدها أهل العريس تشريف للعروس وأهلها.

أحلام بن علال

هذه العادة لا تعتبر حديثة العهد، وليست من مناسبات الجيل الجديد، إنما هي عادة عرفتها الأسر الجزائرية من القدم، ولا تزال تتوارثها إلى يومنا هذا، لما فيها من آثار حميدة تجمع بين الأسرتين، ولا يمكننا التخلي عنها، فهي أصبحت جزءا من تراثنا المدون على صفحات تاريخ بلادنا وثقافته، لكن هناك بعض الشباب الذين لا يكنون أهمية كبيرة لهذه التقاليد، فهناك من يفضل ادخار مصاريف المهيبة لشراء مستلزمات البيت الزوجية، ومنهم من يحب أن تكون الهدية رمزية مرفوقة بالورود والحلويات، أما الفئة الأخرى فيرون أن منح المهيبة هي واجب على الشاب، مهما كان ثمنها.

المهيبة لا مفر منها في المواسم

قامت “مجلة أحلامي” باستطلاع آراء الجزائريين حول الموضوع، في البداية تقربنا من السيدة جميلة التي تقول “عائلتنا تعطي اهتماما خاصا بالمهيبة، وذلك لما لها من أثر إيجابي عليهم، ويكون مقدار الهدايا حسب الإمكانيات المادية التي تتوفر لدى الخطيب، فقد تكون خاتما من ذهب أو طاقم من الفضة أو حذاء وبعض مستلزمات الزينة والتجميل كالعطور وأدوات الماكياج”، في حين أشارت السيدة ليلة أن العريس يتوجب عليه تقديمها حتى لو كانت الهدية رمزية في مناسبة عيد الفطر، عيد الأضحى، المولد النبوي الشريف وعاشوراء، مؤكدة أن العائلات الجزائرية متمسكة بهذه العادة، من جهتها تقول السيدة خداوج المنحدرة من أعالي القصبة “نقدم المهيبة للعروس في كل مناسبة دينية منذ القدم، من قماش أو حذاء بالإضافة إلى صينية من الحلويات، “وكل واحد يدي على حساب مقدور”، وفيما يخص الذهب فمن عادتنا نهديه للعروس إلا في المهر، إلا أن أغلبية الجزائريون أتوا بعادات ليست من توراث أجدادنا فكل هذا راجع إلى التباهي أمام الغير”، ويتفق الكثير ممن التقينا بهم أن فترة الخطوبة هي الفترة المناسبة للزيارات والمجاملات بين أهل الخطيبين، حيث يلزم على الخطيب إلى حد ما الإنفاق على من ستكون زوجته المستقبلية، لكن هذا في حدود معينة على قول البعض، وتقدم المهيبة في ثاني أيام العيد أو في نهاية أسبوع العيد، أين تذهب عائلة الزوج في زيارة لبيت العروس وتقدم الهدية، وتجد في استقبالها أهل العروس في أحسن استقبال.

شباب متذمرين منها

أعرب العديد من الشباب المقبلون على الزواج تذمرهم الشديد من أخذ بما يسمى بـ”المهيبة” في كل مناسبة، والأغلبية الساحقة ينتقدون تلك العادات والتقاليد التي تقر بتقديم الهدايا في كل مناسبة، من العيدين إلى العاشوراء والمولد النبوي الشريف، وتزيد كلما طالت فترة الخطوبة ما يلزم الشاب مصاريف أكبر تزيد، هذا ما أكده لنا جمال، وهو شاب على وشك الزواج “أعتبر أن المهيبة مجرد عبء على كاهل المقبلين على الزواج، خاصة وإن كانت ظروفه المادية لا تسمح بذلك”، فتحضيرات الزفاف على حد قوله لا تسمح له بأخذ المهيبة في كل مناسبة، أما عماد فيقول أنه متفق مع خطيبته بهذا الخصوص، من جهته يرى نبيل وهو الآخر مقبل على الزواج، أن هذه العادة تحرج الكثير من الشباب فالشاب الذي يتحصل على راتب شهري متوسط هل بإمكانه أن يغطي حاجياته وحاجيات العروس؟ وختم حديثه بالقول “السعادة لا تكمن في “الحدايد” ، والمال وسيلة لتحقيق السعادة وليس غاية في حد ذاته”، من جهة أخرى أكد لنا رسيم أنه اقتصر على تقديم مهيبة العيد فقط، لا في الأعياد الأخرى، حيث قام باقتناء لها جبة خليجية اخترتها بنفسها، رضا الذي لا يفصله على حفل زواجه سوى شهرين صرح أنه ضيع على عروسه مهيبة العيد، لما فيها من تكاليف ترهقه أمام اقتراب موعد العرس الذي كلفه لحد الساعة قرابة 32 مليون سنتيم.

أضف تعليقاً