تحت شعار ” اليوم العالمي لحقوق المرأة “
الجمعية الثقافية وحي المثقفين تزور عدة مناطق أثرية بوهران
نظّم السيد عباس بن مسعود رئيس جمعية وحي المثقفين أول أمس بمدينة وهران رحلة سياحية ثقافية نسوية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة، و ذلك بزيارة معلمين تاريخيين لاكتشاف أماكن أثرية جديدة و الترفيه عن النساء لتغيير طابع النشاطات هذه السنة و لإضفاء جو من المغامرة، فقد كان الانطلاق من حي سيدي الهواري باتجاه قلعة سانتاكروز التي تعتبر واحدة من الحصون الثلاثة الموجودة بالمدينة، حيث تم بناءها بين عاميّ ” 1577, 1604 م ” من قبل الإسبان فوق خليج وهران بين البحر المتوسط على ارتفاع يزيد عن 400 متر، و هذه القلعة توجد بقمة جبل مرجاجو، تحكي تاريخ مدينة وهران الغربية و عن تاريخ القلعة التي حررها العثمانيين من قبضة الإسبان بعد احتلالها عام 1509 م ، راحت النسوة تلتقط الصور التذكارية بين جنبات القلعة منبهرات بروعة تشييدها و جمالها و آثارها، و قد التقينا السيدة خ.ن التي صرحت ” لم أرَ منظرا كهذا من قبل بالرغم أنني أسكن مدينة وهران أكثر من 50 عاما و لم أكن أعرف أنه توجد هذه الأماكن في مدينتنا ربما بسبب عدم توفر مرشدين سياحيين و رحلات سياحية تُعرف من خلالها تاريخ المدينة و أماكنها التاريخية الجميلة التي كانت مدفونة عن أعيننا ” ، الطريق إلى هذا الحصن يبدأ من حي سيدي الهواري العتيق و يستمر في شكل طرق ملتوية تخترق الجبل ، يتخلله مناظر تطل على البحر و السفن لتصل بدورها إلى القلعة ، و قد اختلف عدة باحثين و روائيين عن تسمية الحصن باسم سانتا كروز إلا أن أغلبهم يشير إلى أنها انتسبت إلى القائد الإسباني في القرن السادس عشر ” الكونت سيلفادي سانتاكروز ” .
و في السياق ذاته انتقلنا أيضا مع الجمعية لزيارة كنيسة سانتاكروز التي تقع تحت قلعة سانتاكروز و التي تعتبر دير مشيد فوق جبل مرجاجو تحت اسم الصليب المقدس ، تمثل هذه الكنيسة معلماً سياحياً يجمع كل الديانات الزائرة و تجذب العديد من الزائرات و الزوار نظرا لجمال بناءها عام 1850 م تحديدا خلال فترة الاحتلال الفرنسي بعد تفشي وياء الكوليرا في وهران ، حيث شيد تمثال العذراء مريم على البرج حاملة الصليب و رافعة يديها في وجه البحر دلالة على طرد الأمراض من المدينة حسب اعتقادهم ، و ظلت الكنيسة بعدها مغلقة إلا أنه تم إعادة فتحها و ترميمها من قبل وزير الشؤون الدينية و الأوقاف السابق محمد عيسى رفقة مبعوث البابا الفاتيكان فرانسوا الكاردينال عام 2018 ، ثم تحولنا برفقة الأخيرة إلى قمة جبل مرجاجو حيث قامت النسوة بزيارة مسجد الطلبة الذي يجاور مقام سيدي عبد القادر الجيلالي ، كما عثرنا على مجموعات رجالية تدق و تغني أغاني وهرانية قديمة بهدف المرح حيث صرحوا بلهجة واحدة :” دائما ما تجدوننا هنا بغرض الاحتفال و بدورنا نقوم بالدعاء لكنّ “، ثم اجتمعنا في ساحة كبيرة تتوفر فيها أماكن للجلوس لتناول الغذاء و الاستراحة ، و اختتمت الرحلة في المساء بتكريم رئيس الجمعية للنساء منهن أعضاء الجمعية و طالبات جامعيات بشهادات نظيرا لمشاركتهن في هذا اليوم .
من جهة أخرى أقامت بلدية وهران بالتنسيق مع مندوبية سيدي الهواري و مندوبية بدر الدين و جمعية النجمة الساطعة رفقة المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في أمراض النساء بحي الصنوبر في ذات المكان تحديدا في ساحة صغيرة بنيت فيها خيمة كبيرة في أعلى الجبل ، حفلا تكريميا و يوما تحسيسيا للوقاية من الأمراض مثل سرطان الثدي و داء السكري و أهمية الرضاعة الطبيعية برعاية الأسبوع الوطني للوقاية ، حيث وجدنا عدة نسوة آتيات من مختلف المناطق بالمدينة وجهنا لهن سؤالا فأجبن بلهجة واحدة تشوبها رائحة الفرح قائلات : تلزمنا كثيرا هذه الأيام فقد أصبحنا لا نعرف الفرح إلا من خلالها و حقا إنه يوم مميز على الأقل نرقص و نمرح و نغني و نصفق لنزيح الهموم عن قلوبنا “
و قد أضاف يوسف بن خدة رئيس مندوبية سيدي الهواري تصريحا لمجلة أحلامي قائلا : ” الهدف من هذا الحفل أولا هو تكريم للنساء و إضفاء الفرح على قلوبهن و ثانيا توعيتهن بخطر هذه الأمراض على صحتهن لأن الأخيرات لا يتتبعن هذه الأيام التحسيسية في الأيام العادية و دائما ما يكون عددهن قليل جدا و من خلال هذا الحفل اغتنمنا الفرصة و وضعنا هذا اليوم التحسيسي لأن العدد سيكون كبير و التحسيس و التوعية سيكونان أكبر ” ، و بخصوص الحفل تخلل عدة فرق موسيقية منها فرقة أصحاب البارود و فرقة الأناشيد الثقافية و فقرة كوميدية برفقة الكوميدي توحا الذي أضفى جواًّ من الضحك و الفرح على النساء الحاضرات بنكته المختلفة ، ثم اختتم بمأدُبة غذاء متواضعة.
بشرى نقادي.