مع حلول المولد النبوي الشريف تعرف المفرقعات إقبالا كبيرا من طرف الشباب والأطفال وحتى الكبار على حد سواء من أجل اقتنائها، رغم المخاطر التي تنجم عنها، وقد أصبحت تختلف من سنة إلى أخرى من حيث أشكالها وأنواعها وتشترك في خطورتها مهما تراوحت درجتها، وبين صغيرة وكبيرة، يدوية تقليدية أو مستوردة، يكون الإقبال عليها خلال هذه الفترة من السنة كبيرا جدا.
أحلام بن علال
كلنا نسمع بالإصابات الخطيرة التي يتعرض لها الأطفال، جراء استخدام هذه المفرقعات فطفل يفقد عينه، وآخر أصابعه، وآخر يصاب بحروق والقائمة طويلة، والخطير في الأمر أن الناس لا تعتبر وتستمر الظاهرة رغم كل المخاطر، هدف بعض الباعة الربح المادي ولو على حياة الآخرين وفق معادلة الكسب غير المشروع, بدون وازع أوأطف ضمير.
رغم ارتفاع اثمانها..هوس شديد بها
“البوق”، “الفراشة”، “الوردة”، “الشيطانة”، “العكري”، ” TNT”، و”داعش”، كلها أسماء لألعاب نارية تستعمل للاحتفال بذكرى المولد النبوي، ناهيك عن الدوبل بومب، والتريبل بومب، الزربوط، الدبانة، القروناد، مع اقتراب موعد ميلاد سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، غزت طاولات المفرقعات الشوارع الجزائرية كعادتها، إذ ابتدع الجزائريين طقوسا جديدة للاحتفال بهذه المناسبة، ورغم ارتفاع ثمنها والمخاطر المنجرة عنها إلا أن إقبال كل الشرائح العمرية عليها بات منقطع النظير، نظرا للهوس الشديد بمختلف أصناف هذه المفرقعات.
“جامع ليهود” قبلة هواة المفرقعات
يعتبر “جامع ليهود” بالعاصمة، الركيزة الأساسية في بيع المفرقعات، فخلال جولة قمنا بها إلى جامع” ليهود”، أول ما لفت انتباهنا تحول الطاولات التي تبيع الملابس إلى بيع المفرقعات والألعاب النارية مختلفة الأنواع والأشكال، وقد عرفت حركية وإقبال واسعين من مختلف الزبائن وخاصة الأطفال بغية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على طريقتهم الخاصة، وهو ما جعل البائعين يصطفون الواحد تلوى الآخر أمام طاولاتهم من أجل اقتناء معظم السلع المعروضة للبيع، خاصة أن هناك أصناف جديدة لم تكن متواجدة في السنوات الماضية، حسب ما أكده لنا أحد الباعة قائلا ” هذه السنة عرفت الألعاب النارية والمفرقعات أنواع جديدة وبأسعار مرتفعة قليلا مقارنة بالسنوات الفارطة، كما أن بائعي التجزئة في الأحياء الشعبية اقبلوا على اقتناء السلعة قبل رفع سعرها من طرف الباعة”، أما عن الأسعار فقال لنا ” مفرقعة “داعش” مثلا، يتعدى سعرها 500 دج، تشبه في شكلها وانفجارها القنابل يدوية الصنع، أما ”تيتانيك” ”والصاروخ” تتراوح أثمانها بين 300 إلى 750دج، البوق يبلغ سعره 900دج، والفيميجان الكبيرة 2200دج أما الصغيرة فيبلغ سعرها1600دج”، وفي السياق ذاته أكد لنا بائع آخر أن الشعب الجزائري معروف بالتباهي أمام الأصدقاء والجيران ولا يهمه ارتفاع السعر أو نزوله سوى الاحتفال على طريقته الخاصة، بالأخص الأشخاص الذين تقام في أحيائهم مسابقات وحروب بالمفرقعات”، مؤكدا لنا أنه يقوم ببيع المفرقعات كل سنة، وهي تجارة مربحة بالنسبة له.
الأولياء لا يمانعون في اقتنائها لأطفالهم
ولا يمتنع العديد من الأولياء عن اقتناء الألعاب النارية والمفرقعات لأطفالهم، فعدد الأطفال الذين يلتفون حول طاولات بيع المفرقعات يكون كبيرا جدا، حيث أكد لنا أحد الأولياء أنه لا يمكن للجزائري أن يحرم أطفاله من المشاركة في الاحتفال حتى وإن كانت عنيفة لأن المجتمع برمته تعود على أن يحتفل بهذه الطريقة، السيد محمد بدوره يقول” قصدت جامع ليهود مع ابني من اجل مشاهدة السلع المعروضة ومعرفة السعر قبل الشراء”، مضيفا أنه لا يستغني عن المفرقعات رغم كبر سنه، و رغم المخاطر التي تنجم عنها إلا انه أكد لنا انه يقتنيها، ويقول جليل صاحب 15 عاما ” تسلمت مبلغ مالي من طرف والدي من أجل شراء المفرقعات بنفسي، فلا أستطيع الاحتفال بالمولد بدون مفرقعات وجدتها عادة متوارث عليها في عائلتي، فلا يمكنني الخروج من المنزل يوم المولد النبوي الشريف بدون مفرقعات، أين يكون جميع أصدقائي يلعبون بها ويتباهون أمام الجميع”، لا يتوقف الأمر عند استعمال المفرقعات في الشوارع والساحات فقط، وإنما انتشر أيضا في المدارس، إذ بات التلاميذ يتعمدون إشعال المفرقعات أمام مداخل المدارس وفي ساحاتها أيضا، ويهددون بعضهم بها وخاصة زميلاتهم الفتيات.
لكن البعض ولو كان قليلا منهم يفضلون اقتناء الألعاب المضيئة لأبنائهم بدل المفرقعات الخطيرة.