شهدت الجزائر خلال عام 2024 نشاطًا ثقافيًا مكثفًا أشرفت عليه وزارة الثقافة والفنون، مما ساهم في إثراء المشهد الثقافي الوطني وتعزيز مكانة الجزائر كمنبر للإبداع الفني والتبادل الثقافي.

المهرجانات الكبرى: منصة للإبداع والتراث

الصالون الدولي للكتاب “سيلا 2024”:

احتضنت الجزائر العاصمة الدورة السابعة والعشرين للصالون الدولي للكتاب، حيث شارك مئات الناشرين من داخل وخارج الجزائر. عرف الصالون حضورًا جماهيريًا واسعًا، ورافقته أنشطة ثقافية متنوعة شملت توقيع الكتب، ندوات أدبية، وورشات موجهة للأطفال.

الأيام الإبداعية الأفريقية 2024:

نظمت تحت شعار “شعب متحد بالثقافة يبدع للعالم”، وركزت على تعزيز التعاون الثقافي بين الدول الأفريقية عبر العروض الفنية والندوات الفكرية.

المهرجانات الموسيقية والفنية

المهرجان الثقافي الدولي للمالوف:

استقطب هذا الحدث الموسيقي هواة المالوف من داخل وخارج الجزائر، وهدف إلى الحفاظ على التراث الموسيقي الجزائري وتعزيزه.

مهرجان المسرح الوطني:

شهد عروضًا مسرحية مميزة من مختلف الولايات، مع تكريم أبرز الأسماء المسرحية الجزائرية.

النشاطات السينمائية: تعزيز الثقافة البصرية

نظمت الوزارة سلسلة من القوافل السينمائية التي جابت المدن الداخلية والمناطق النائية، بهدف تقريب السينما من الجمهور.

الملتقى الدولي “السينما والذاكرة” جمع نخبة من المخرجين والسينمائيين لمناقشة أهمية السينما كوسيلة لحفظ التراث وتعزيز الهوية الثقافية.

الاحتفاء باللغات والثقافات المحلية

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، نظمت وزارة الثقافة ندوة فكرية حول اللغة العربية والتواصل الحضاري، سلطت الضوء على دور اللغة في تعزيز الهوية الوطنية.

شهد العام أيضًا أنشطة ترويجية للثقافة الأمازيغية من خلال تنظيم معارض وورشات حرفية.

المعارض والبرامج الشهرية

برنامج ثقافي متنوع كل شهر:

أُعلنت برامج شهرية تضمنت عروضًا مسرحية، حفلات موسيقية، معارض فنية، وورشات تدريبية، توزعت عبر مديريات الثقافة في مختلف الولايات.

المعارض الفنية:

عُرضت أعمال لفنانين محليين ودوليين، مع التركيز على تسليط الضوء على المواهب الصاعدة.

ورشات التكوين والتدريب

أطلقت الوزارة برامج تكوينية لتدريب الشباب على مختلف الفنون، بما في ذلك السينما، المسرح، والحرف التقليدية.

شملت الورشات مجالات مثل كتابة السيناريو، التصوير الفوتوغرافي، وصناعة الأفلام القصيرة.

التعاون الثقافي الدولي

شهدت 2024 تعزيز التعاون الثقافي بين الجزائر وعدة دول، حيث نظمت تظاهرات ثقافية مشتركة تضمنت معارض وندوات فكرية.

الرهان على المستقبل

عكست هذه الأنشطة التزام وزارة الثقافة والفنون بتطوير البنية التحتية الثقافية، دعم الإبداع المحلي، وتعزيز دور الثقافة في تحقيق التنمية المستدامة.

الحفاظ على التراث الثقافي

في عام 2024، حققت الجزائر إنجازًا بارزًا في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، حيث تم إدراج “الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير: معارف ومهارات متعلقة بخياطة وصناعة حلي التزين – القندورة والملحفة” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية التابعة لليونسكو.

يُعتبر هذا التصنيف تتويجًا لجهود الجزائر المستمرة في حماية وتثمين تراثها الثقافي المتنوع. وقد أشاد مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، سليمان حاشي، بأهمية هذا الإنجاز، مؤكدًا على القيمة العالمية التي اكتسبها هذا الزي التقليدي بعد إدراجه في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.

يُذكر أن الجزائر كانت قد صادقت على اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي اللامادي في عام 2003، وساهمت بشكل فعال في صياغتها، مما يعكس التزامها العميق بالحفاظ على تراثها الثقافي.

يُضاف هذا الإنجاز إلى قائمة العناصر الثقافية الجزائرية المسجلة في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، مما يعكس التنوع والثراء الثقافي الذي تزخر به الجزائر.

أحلام بن علال 

 

LEAVE A REPLY