يلتقطون آلاف الصور الذاتية بحثا عن الأجمل
حمى السيلفي تجتاح الأماكن
يعتبر السيلفي من أهم الظواهر التي اِجتاحت المجتمع الجزائري مؤخرا، وأحدثت فيه ضجة كبيرة، هو عبارة عن صورة ذاتية يقوم صاحبها بالتقاطها لنفسه باستخدام آلة تصوير أو باستخدام هاتف ذكي مُجهز بكاميرا رقمية، ومن ثم يقوم بنشرها على شبكات التواصل الاجتماعية (فيسبوك، تويتر، إنستاغرام وغيرها)، وقد انتشرت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة بشكل واسع النطاق في المجتمع خاصة في صفوف الشباب و المراهقين .
أحلام بن علال
أصبح العالم كله في حاله إدمان للصورة الذاتية ومواقع التواصل بهوس جنوني، وبالرغم من مُساهمة الشبكات الاجتماعية في انتشارها، إلا أن نشأة هذا النمط من الصور يعود إلى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وذلك بفضل كاميرات براوني، حيث كان المصورون الذين يلتقطون تلك الصور الشخصية يستعينون بمرايا لالتقاط تلك الصور.
أما عن تسمية Selfie فتعود إلى سنة 2002 على المُنتدى الإلكتروني الأسترالي ABC Online، قبل أن يتم اعتمادها على نطاق أوسع سنة 2012.
موضة “السيلفي” تستهوي الكثيرين
يرى البعض أن “السيلفي” مجرد صور تلتقط، فيما اعتبرها فريق آخر موضة جديدة ممتعة، وفريق ثالث أبدى انزعاجه من انتشارها بهذه السرعة، وعبّر(جلال.م )عن انزعاجه من هذه الظاهرة قائلاً: «نتأسف لانقضاء المرحلة التي كنا نلتقط فيها صورة لصديق ونرسل له نسخة عنها، يجب أن نخرج قليلاً من هذا العالم الرقمي، وأن نصنع صورنا بأنفسنا ونكون جميعاً أبطال حياتنا الخاصة، وتقول (خ .ع )أن الهدف من سيلفي هو التقاط شكل الوجه بطريقة مضحكة أو صورة تجمع الشخص بأصدقائه حتى يظهر فيها الجميع لتنشر على الفيسبوك للتعليق عليها، أما (أميرة .ح)، أكدت أنها لا يمكن أن تلتقط لنفسها مثل هذه الصور، معتبرة أن هذا النوع من الصور يسبب مشاكل جمة خاصة للنساء قائلة ” أن هناك شباب يأخذون صورا للناس دون علمهم ويتداولونها في مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ما يسبب لهم مشاكل مع العائلة في معظم الأحيان ” ورغم الانتقادات التي وجهت لهذا النوع من التكنولوجيا الحديثة، إلا أن حمى السيلفي غزت واجتاحت أيضا بيوت الله، وأصبح البعض من شبابنا اليوم هداهم الله لا يحترمون قدسية المكان المتواجدين فيه، إذ بات المصلون يذهبون للمساجد لالتقاط الصور متناسين أن بيوت الله ليست مكانا للعب أو للاستهزاء بحرمتها وقدسيتها.
تصرفات صبيانية
وفي هذا السياق حدثنا محمد قائلا أنها ظاهرة لا تمت للدين الإسلامي بصلة ولا تشرف الشباب الجزائري الذي يفترض أن يكون قدوة للأجيال القادمة وقال لنا بصريح العبارة “راهم غير يجياحوا وحبو يجيحوا الجيل اللي راهو جاي” أي أنهم يتصرفون تصرفات صبيانية يخجل منها الإنسان خاصة ونحن في بلد الإسلام والمسلمين والذي من المفروض أن يعي أهمية المسجد الروحانية وقدسيته.
احد مسببات الوفاة
وما جعل السيلفي عرضة للانتقاد في كون الكثيرون الذين يدفعون حياتهم ثمنا للمغالاة والتهور في التقاط صور سيلفي يعتقدون أنها ستكون مميزة، إلى درجة تحول معها السيلفي إلى أحد مسببات الوفاة للإنسان حول العالم، مع تزايد عدد الحوادث الناتجة عنه والتي زاد معها عدد الضحايا بشكل ملفت للانتباه، الأحداث المؤلمة على مستوى العالم لبعض الشباب والمراهقين، كانت السيلفي سبباً في إنهاء حياتهم، وأبرز تلك الأمثلة الإيطالية إيزابيلا (16 عاماً) حيث حاولت التقاط سيلفي من قمة جبلية بجنوب إيطاليا، وبمجرد رجوعها خطوة للخلف سقطت من ارتفاع 18 متراً على بعض الصخور ما أدى لوفاتها على الفور، في كندا أحد الشباب كان يسير بسرعة جنونية على أحد الطرق السريعة، وإذا به يمسك بكاميرا هاتفه لالتقاط سيلفي وانشغاله عن الطريق فيقع الحادث الذي أدى وفاته، ويعتقد أن المغالاة في التقاط صور السيلفي باتت تنسي الناس كيفية التصرف لحظة الخطر ووقوع الكوارث، وبات همهم التقاط صورة لنشرها للحصول على أكبر عدد من الإعجابات، محولين هواية مرحة وممتعة إلى لحظة دموية قاسية.