في بداية الحياة الزوجية تحرص المرأة على التزين لزوجها، وتتبع آخر صيحات الموضة، لكن مع مرور الوقت قد تعتقد أن الكلفة بينهما زالت فتهمل زينتها، ومن المؤلم أن هذا الإهمال يقتصر على الزوج، إذ أنها تحرص على الزينة عند زيارة صديقاتها أو قريباتها أو الحضور لزفاف.

أحلام بن علال

 يتراجع لدى حواء الاهتمام بالمظهر والجمال، خصوصا مع الإنجاب وزيادة الضغوطات عليها، وهو ما يثير الكثير من الخلافات مع الزوج، الذي ربما يكون المتهم الأول في إهمال زوجته لنفسها، لكن لماذا تختلف الأمور عندما تتزوج الفتاة؟ وما إن تمر شهور حتى تتحول إلى امرأة أخرى لا علاقة لها بتلك الفتاة الأنيقة التي كانت قبل الزواج!.

 أولويات المرأة تتغير بعد الزواج

الكلام الجميل، والحب، والرومانسية، والرغبة في إثبات الذات وجذب الرجل هي من أبرز الأمور التي تدفع المرأة إلى الاهتمام بنفسها، وهذا ما يحدث عموما حين تكون الفتاة عازبة ومستقلة، لكن هذا الاهتمام يتلاشى لسوء الحظ بعد الزواج لتذهب معه الأناقة والنضارة والجمال، تقول في هذا السياق السيدة صبرينة “يشيع إهمال المرأة المتزوجة لمظهرها عموما إذا قررت البقاء في المنزل والتفرغ لبيتها وأولادها، فالأولويات بالنسبة لنا تتمثل في التفرغ للمنزل والزوج والأولاد، بحيث يصبح الاهتمام بالمظهر الخارجي أمرا ثانويا، فنلاحظ كيف تشهد بعض النساء تحولا جذريا بعد الزواج، فالشابة الأنيقة وصاحبة الطلة اللافتة تتحول فجأة إلى امرأة منكوشة الشعر في المنزل، ترتدي الملابس كيفما كانت من دون أي تنسيق، وتهمل رشاقتها ومظهرها كما لو أنها شمعة أطفأها «همّ الزواج»”، فاطمة موظفة تقول هي الأخرى أن المرأة بعد الزواج تكون محط أنظار الجميع، والكل يضعها تحت المجهر، وكأنها دخلت اختبارا يترقب الجميع معرفة نتائجه، قائلة “فهي يجب أن تكون ربة بيت بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومسؤولية، بدءا من الطبخ وترتيب البيت، إلى التسوق مرورا بالاهتمام بشؤون الزوج، وتوفير الجو الملائم والهادئ حتى يكون راضيا، وبعد كل هذا تطلب بأن تحتفظ بمظهر جذاب وأنيق كما كانت في السابق، وهي فتاة في بيت أهلها، ليست لها أي مسؤولية”، وتساءلت بانفعال، هل هذا معقول؟ “فالمرأة تتحول الى آلة تشتغل في البيت من دون انقطاع، وبعد ذلك نلومها إذا ما أهملت نفسها، ولا نبحث مطلقا عن الأسباب التي أوصلتها إلى ذلك؟ والأدهى في الأمر أنها تصبح محط انتقاد من طرف الزوج نفسه، الذي لا يتوقف عن مقارنتها بالأخريات” .

 هذه ليست الفتاة الجميلة التي تزوجتها

ندير متزوج منذ 3 سنوات يقول حول الموضوع: “هناك جواب جاهز يتكرر دائما عندما يُطرح هذا السؤال، وهو أن الفتاة تعتني بنفسها بغرض الحصول على زوج، وبمجرد أن يتحقق ذلك، تنتفي الحاجة إلى الوقوف أمام المرآة، وكأنها بزواجها تكون قد حصلت على شهادة اعتراف بجاذبيتها وحسنها، وبالتالي لا حاجة بعد الآن للاهتمام والعناية بنفسها، زوجتي كانت دائما تعتني بنفسها ولكن الآن وخاصة بعد الإنجاب أصبحت إمرأة أخرى لا تعتني بنفسها بتاتا، ليست هذه الفتاة الجميلة والأنيقة التي تزوجتها”، خالد هو متزوج منذ خمس سنوات، ولديه طفلة يقول أنه بعد عام واحد من الزواج بدأ في ملاحظة تغيير جذري في سلوك زوجته الشابة، حيث أصبح جل اهتمامها منصبا على ابنتهما، لدرجة أنها كما قال، لم تعد تجد الوقت الكافي لتسريح شعرها، فغالبا ما تستقبله بشعر منكوش، أو ملفوف وتبقى طوال اليوم في قميص فضفاض، ويضيف أنه تعب من كثرة الانتقادات، التي يوجهها لزوجته من دون أي فائدة، ولتفادي ذلك أصبحت زوجته كما قال، تبادر وبمجرد دخوله الى المنزل بالشكوى من كثرة أعباء البيت حتى تبرر إهمالها لنفسها، ويكف عن توجيه ملاحظاته إليها، ويضيف أنه متفهم جدا للمسؤولية الملقاة على عاتقها، إلا أن زوجته تبالغ في ذلك، بدليل أنها ترفض أحيانا كثيرة دعواته لها بتناول طعام الغداء أو العشاء خارج المنزل، ليخلصها من أعباء الطبخ، هذا الوضع قاده إلى الشعور بالوحدة والعزلة داخل البيت كما يقول، لأنه أصبح يشعر أن عالم زوجته وانشغالاتها منفصل تماما عن عالمه.

 الاهتمام بالمظهر قناعة ذاتية لدى المرأة

في الجانب النفسي، تؤكد ليلة العلمي، أستاذة في علم النفس، أن “إهمال المرأة لنفسها نابع من محاور عدة يشترك فيها الزوجان، فهناك رجل محبط يتظاهر بكونه رجلا يغار على زوجته، ويمنعها من مواكبة الموضة، ويفرض عليها أنماطا معينة من الملابس بعد الزواج، فتزهد المرأة بجمالها وتصاب بالإحباط، وربما تكتئب فتتخلى عن أناقتها وطلتها الجميلة خارج المنزل وداخله”، وتضيف: “وفي مقابل ذلك الرجل، نجد فتاة كل قناعتها الشخصية والنفسية أن الاهتمام بالجمال هو وسيلة لصيد العرسان والإيقاع بهم في فخ الزواج، وبمجرد الوصول إلى الهدف تختفي الوسيلة، فنشهد النمط التقليدي للزوجة البدينة، والتي تظهر في المنزل بشعرها الأشعث بحجة الاعتناء بالأطفال وتراكم المسؤوليات الزوجية عليها”، تشير الأستاذة العلمي أيضا إلى أن العامل النفسي وتأثيره في المظهر الخارجي للمرأة، قائلة “فالمرأة التي تعاني الكآبة أو الضغط أو التوتر المستمر، تعمد إلى إهمال مظهرها الخارجي، وهذا دليل على أنها غير مرتاحة في حياتها، أو أنها مضطرة للتنازل عن احتياجاتها الخاصة بهدف تلبية احتياجات أخرى”

أضف تعليقاً