تطرق الفيلم الروائي القصير “زهرة الصحراء”، الذي أخرجه أسامة بن حسين، إلى التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر، وذلك في عرضه الأول الذي جرى بمدينة الجزائر. يأتي هذا الفيلم في إطار برنامج ستينية الاستقلال، حيث تم عرضه بحضور وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي.
تمحور الفيلم حول ذكرى التجارب النووية الفرنسية التي أُجريت في منطقة رقان جنوب الجزائر ونواحيها في فبراير 1960، دون مراعاة للآثار الوخيمة التي ترتبت على الإنسان والبيئة لسنوات طويلة. يتتبع الفيلم حياة صبي يُدعى “أسامة”، يعيش في هذه المنطقة، حيث ينتظر عودة والده من السفر أو رسالة منه. تأخذ الأحداث منحىً مؤثرًا عندما يكتشف الصبي أن والده استشهد في المعارك، وأن جده ووالدته أخفيا الحقيقة عنه.
تتداخل أحداث الفيلم مع مشاهد تصوير مذهلة للصحراء، حيث تمثل البيئة الخلابة جزءًا مكملًا للسرد السينمائي. الفيلم يبرز القسوة والعنف الذين تعرض لهما سكان المنطقة جراء هذه التجارب النووية.
يتناول الفيلم قصة إنسانية مؤثرة، ويعكس معاناة الناس في هذه المنطقة الهادئة جنوب الجزائر، وكيف استطاعت فرنسا الاستعمارية تنفيذ هذه التجارب بسرية تامة دون مراعاة للعواقب البشرية والبيئية.
تميز الفيلم بأداء ممتاز من قبل الممثلين، وقد تم تصويره بشكل احترافي في منطقة تيميمون باستخدام الإعدادات الزمنية المناسبة للفترة التي يرويها.
هذا العمل السينمائي يسلط الضوء على حادث تاريخي مهم ويعيد إلى الذاكرة تلك الفترة المظلمة من تاريخ الجزائر، وينقل رسالة قوية حول ضرورة الحفاظ على الذاكرة الوطنية والحذر من تكرار أخطاء الماضي.
أحلام.ب