يتاجرون بحياة المستهلك..
ازداد انتشار ظاهرة البيع دون إعتبار لأدنى شروط العرض ومعايير الحفظ والنظافة في المناسبات وبما أن شهر رمضان اقترب ستزداد هذه الظاهرة توسعا ما يزيد من احتمال إصابة المستهلكين بأمراض متفاوتة الخطورة.
فطيمة. ك
يعتبر البيع دون احترام لشروط النظافة والعرض ظاهرة قديمة إلا انتشارها في الآونة الأخيرة بات ملفتا للانتباه، حيث مست جميع المواد الغذائية و حتى مواد التنظيف، ولا يتوقف هذا الأمر على البيع بل حتى نقل المشروبات بات لا يتوافق مع شروطه الأساسية.
الباعة والناقلين يتجاوزون الخطوط الحمراء..
احتل العديد من التجار الأرصفة والطرقات لعرض منتجاتهم بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى غياب كل شروط العرض والنظافة، حيث تجد بعض المواد الغذائية سريعة التلف كالزبدة والأجبان وحتى الألبان وبعض الفواكه عرضة لأشعة الشمس و للغبار، هذا ما سيعرض الحياة المستهلك للخطر، بالإضافة إلى هذا اعتمد الكثير من الناقلين على شاحنات غير صحية لنقل مشروبات المعبأة في قارورات بلاستيكة ولمسافات بعيدة ما سيؤدي إلى تفاعلات خطيرة قادرة على قتل الإنسان، وبالرغم من كل هذه الإخطار إلا أن المواطنين يشترون بحجة أن ما يباع في طرقات ارخص مما يباع في محالات ضاربين بسلامتهم عرض الحائط. منظمة حماية المستهلك تطلق حملة ضد الناقلين تحت شعر “قف لا تسقني سما ” قامت منظمة حماية وإرشاد المستهلك بإطلاق منذ أسابيع حملة تحسيسية ضد الناقلين المواد الاستهلاكية بطريقة لا تحترم شروط النقل، وهذا تحت “شعار قف لا تسقني سما” لموسمها الثالث، ومع اقتراب فصل الصيف ستزداد هذه الظاهرة انتشارا مما سيزيد من إصابة المستهلك بالخطر، ولذا تدعو المنظمة من خلال حملتها التجار ونقالي البضائع من مختلف المشروبات باحترام شروط الحفظ وعدم تعريضها للشمس، خاصة قارورات المياه المعدنية البلاستيكية أو حتى المشروبات الآخر، وهذا حفاظا على صحة المستهلك الذي يعتبر، وقد نشرت المنظمة في صفحتها على الفايسبوك العديد من الصور لبعض المخالفين للقانون التي رصدتها كاميرات هواتف بعض المتتبعين الصفحة، وقد دعت المنظمة ضمن حملتها التجار للإتباع شروط نقل وبيع المياه والمشروبات المعبأة في قارورات بلاستيكية بعيدا عن أشعة الشمس والحرارة المرتفعة لمنع تفاعل البلاستيك مع السائل، فيقع تسرب للمواد الكيماوية واستهلاكها، مشيرة إلى أن غياب الوعي واللامبالاة تجعل كثيرا من الباعة لا يفكرون في صحة المستهلكين وخاصة منهم المرضى والرضع الذين يستهلكون المياه بكثرة خاصة في موسم الحر.
من ناحية أخرى قامت إحدى المنظمات بنشر صور لباعة يبيعون في الطرقات وبدون أي حماية من أشعة الشمس والغبار وغيره من المكروبات وسموم المتواجدة في المحيط، ولهذا حذرت المستهلك المواطنين من استهلاك الأغذية المكشوفة، مشيرة إلى أن الأغذية المكشوفة والأطعمة المنتهية والفاسدة التي يتم يوميا بيعها على أرصفة الشوارع أكثر عرضة للتلوث والأتربة والأوساخ وبالتالي تساعد على تفشي الكثير من الأمراض وحالات التسمم التي تفتك بحياة الإنسان.
“لابد من سن قوانين تعاقب باعة والناقلين من اجل سلامة المستهلك”
” في هذا أكد تميم فادي رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك بولاية سطيف خلال اتصال هاتفي أجرته “مجلة أحلامي” معه، انه لا يوجد نص قانون واضح يسلط عقوبات على هؤلاء التجار الغير شرعيين، هذا أمر صعب من مهمة أعوان الرقابة حيث لا يستطيع فعل شيء أثناء تأدية مهامهم فهو لا يستطيع فعل شيء بغياب سجل تجاري وهذا هو نفس المشكل الذي يواجهه أعوان الدرك الوطني والأمن، لذا لابد على وزارة التجارة من وضع عقوبات من اجل تقليل من هذه الظواهر التي طغت على الشوارع، مع علم انه هناك قانون عام حول الشروط وغيرها من الأمور لكن خاص غائب نهائيا، ليضيف قائلا والسبب الرئيسي في توسع هذه الأخيرة التي تعتبر تجارة غير شرعية هي غلق الأسواق التجارية وعدم تعويض البائعين، لذا للقضاء على التجارة الفوضوية لابد على الجهات من تدخل وتقديم.
وأما بالنسبة للناقلين الذين ينقلون المواد الأساسية في الشاحنات بدون أدنى معايير للحماية، يقول تميم أن هؤلاء يعرضون المستهلك لأخطار قاتلة، وابسط مثال عن هذا هو قارورة المياه المعدنية خاصة أنها من النوع البلاستيكي التي ينقلها من باعة الجملة إلى تجزئة ستتعرض في طول لأشعة ما يجعلها تتغير كيميائيا، وحتى هنا مع الأسف لا يوجد في التشريع ما يعاقبهم ما جعل الأمور تزداد سوء، ولا يقع الأمر هنا على الشركات المصنعة لأنهم أكدوا على أنهم يوفرون كل شروط النقل بل على الناقلين من بيع الجملة إلى بيع التجزئة.