وسط أحذية مستوردة بنوعيات جيدة.. وأخرى صينية بأثمان مغرية

صناعة الأحذية يدويا حرفة تقاوم الانقراض

 بالرغم من غزو الأحذية المستوردة الأسواق، الأجنبية منها أو الصينية لازالت ورش صناعة الأحذية اليدوية موجودة، تصارع الزمن والمستورد وتقاوم من أجل البقاء، وتلفت انتباهنا ورشات صغيرة في أزقة وشوارع العاصمة القديمة التي لا زال لها حرفيوها وكذلك زبائنها كورشة الحاج محمد لخضر التي تقع في أحد شوارع باب الواد والتي  تعد واحدة من أكبر ورش تصنيع الأحذية يدوياً، لكون صاحبها يزاول هذه المهنة منذ الصغر، وبقي متشبثا بها إلى أن أصبح من روادها الآن.

أحلام بن علال

 قمنا بزيارة إلى ورشة الحاج محمد لخضر الذي فرح كثيرا لالتفاتتنا، وعن هذه الحرفة التي تسري في عروقه قال: هذه الحرفة اليدوية تسري في عروقي منذ الصغر ولا أستطيع التوقف عن مزاولتها ما دامت الصحة موجودة، كما أن خياطة الأحذية يدوياً هو أصل صناعة الأحذية، فمنذ أعوام مضت كانت منتشرة  بأعداد كبيرة في الجزائر العاصمة، وأغلبنا عمل في تلك الصنعة منذ طفولته ومنا من ورثها عن أجداد عملوا في صناعة الأحذية” .

وبكل حب لعمله حدثنا الحاج محمد لخضر عن المراحل التي تمر بها صناعة الأحذية قال ” لا زال لهذه الحرفة زبائنها من متوسطي الدخل وحتى ممن لا يجدون مقياس أرجلهم الكبيرة فيقصدوننا لطلبها، وتتمثل أول مرحلة في شراء المادة الأولية المتمثلة في شراء الجلد الطبيعي أو المصنع حسب طلب الزبائن،  وبعدها نقوم بقص الجلد على القدم أو الحذاء، ثم يدخل الجلد إلى مرحلة التفصيل، والتي نقوم فيها بتضبيط شكل النوع المقصوص والتخلص من الزيادات الجلدية، كما نستعمل ماكنة الخياطة لنخيط بها جوانب الحذاء وبعدها نضع الشكل المتحصل عليه داخل قطع خشبية بشكل قدم الإنسان ليأخذ الحذاء شكل القدم، وكآخر مرحلة ندخل الأحذية المتحصل عليها بقوالبها داخل الفرن بدرجة حرارة بسيطة لتجعل من الحذاء يأخذ شكل القالب الخشبي بشكل ثابت”.

ويضيف الحاج محمد :” يشاركني في خياطة وجه الحذاء يدويا عدد من العمال الذين أرادوا تعلم هذه الصنعة مقابل أجر يومي أو أسبوعي على حسب المدخول “.

كانت جولة جميلة داخل ورشة بسيطة، أمتعنا صاحبها الحاج محمد لخضر بعرض مراحل تصنيع هذه الأحذية اليدوية التي لا يستطيع العيش بدونها “على حد تعبيره” رغم توفر موديلات كثيرة بأسعار مختلفة تناسب الفقير والغني في السوق إلا أنه متمسك بالتقليدي الأصيل متمنيا  أن تدعم الدولة هو وغيره من الحرفيين بإصدار قرار يمنع إستيراد الأحذية اجنبية خاصة الصينية منها لتتاح الفرصة أمامهم لتكبير الورشات والعمل أكثر أي تشجيع المنتوج المحلي ، و يحلم بأن تستورد الصين وغيرها من البلدان الأحذية التي تصنعها الأيدي الجزائرية”.

 

أضف تعليقاً