ارشدني:
مع الأخصائية النفسانية مزغيش شيماء
ضرب الأطفال….عقاب مؤلم حتى للوالدين
تحتار العديد من الأمهات في سبل التعامل التربوي مع أولادها فعدد منهن تتبنى الاسلوب السائد في المجتمع الجزائري على غرار أغلب البلدان العربية بالتهديد والوعيد والضرب الشديد جازمين بذلك انها التربية المثلى حتى يشب الطفل طائعا مستدلين بتربيتهم مرددين العبارة الشهيرة” وحنا واش صرالنا” ويرون انفسهم قد كبروا ناجحين ومستقيمين.
لكن هل ينفع هذا الاسلوب مع الجيل الحالي والطفرة التي يشهدها العالم من تغيرات وهل يعتبر الامر أسلوبا تربويا في حد ذاته؟.
كريمة اموساين
ترى الأخصائية النفسانية شيماء مزغيش من العاصمة ان العنف مع الأطفال يتسبب في مشكلات سلوكية ونفسية لهم قائلة” أنه أمر لاحظناه مع الأطفال لي يجيونا للعيادة مؤخرًا” هل المشكل فينا أم في أولادنا لمعالجة أسلوب التعامل العنيف فصلت الاخصائية مزغيش خطوات التعامل السليم بين الأم وأولادها، فالخطوة الأولى للتخلص من العصبية المفرطة مع الأبناء هي مراقبة الأم لتصرفاتها وتطرح السؤال على نفسها ان كان سلوك الابن فعلا يستدعي العنف، أم أن الأم أصلا كانت متعصبة ومضغوطة من مشاكل أخرى وسلوك الابن كان القطرة التي أفاضت الكأس فقط.
لكل أم تعاني من هذا المشكل تنصح شيماء مزغيش، أخصائية نفسية بالشراقة بالعاصمة، قائلة “اذا كانت عندي مشاعر سلبية أحاول أن أتنبه لنفسي ولا أفرغها في طفلي، والتخلص منها بطرق أخرى عن طريق التحدث الى أم أو أخت أو صديقة..،أو اللجوء الى الاستشارة النفسية اذا اقتضى الأمر .
وتضيف ذات الخبيرة، على الأم تغيير وجهتها الى المطبخ أو شرفة أو مكان آخر اذا كانت متوجهة لضرب ابنها حتى تهدأ، حيث تقول” تحسب حتى لعشرة تتنفس جيدا، تشرب كأس ماء كي أعود لطفلي وأتعامل معه بالطريقة المناسبة”، مذكرة أنه يبقى مجرد طفل وهو في طور النمو والتعلم، ويجب أن نركز دائما على هذه الفكرة كي نغير نضرتنا لأطفالنا من طفل مشاغب وحركي الى طفل صغير هو انسان وليس دمية يتحرك ينمو يلعب يخطيء يصيب ويتعلم.
قد تكون سلوكيات طفلك ناتجة عن ظرف يعيشه انتبهي!
قد تكون سلوكيات الطفل هي ردود أفعال عن ظرف يعيشه تقول الخبيرة، كما أنها قد تكون تصرفات طبيعية لسنه لكن الأم لا تملك الاطلاع الكافي لذلك، وجب التفهم أن الكثير من هذه السلوكيات تعبر عن احتياجات معينة لطفلي في مراحل معينة نعم الحزم مطلوب ومهم لكن الضرب ليس حلا وأكدت الأخصائية النفسانية شيماء مزغيش في الأخير، أن الضرب سيزيد التوتر بين الوالدين ويبقى الجو مشحون داخل الأسرة ويؤثر على النمو النفسي والمعرفي السوي للطفل، فأطفالنا أمانة يجب حسن الاعتناء بها
بدائل فعالة للتخلص من الضرب والصراخ
كي تتخلص الأمهات من هذا المشكل الذي يؤرقهم، اقترحت الأخصائية النفسانية بدائل جد فعالة على حد قولها في التعامل مع أبنائنا مثل عقوبة تحمل مسؤولية وهي من أفضل الوسائل العقابية حسب منهاج مونتيسوري ليكون أكثر حرصا وحذرا في المرة القادمة مثل تنضيم ما أفسده بمساعدتك، ثانيا الحرمان الذكي اذ نعاقب الطفل بأشياء يحبها نبدأ بآخر شيء يحبه حتى تبقى لدينا خيارات دون أن نلجأ لطرق أكثر عنفا، كما يجب الصبر على الطفل وعدم التنازل عند بكائه بل يجب حضنه وشرح سبب العقاب، كما يمكن استبدال مايريده بشيء أجمل كلعبة تفاعلية جماعية أو نزهة.
ثلاث أرباع التربية في التجاهل
من بين الأساليب التي برهنت نجاعتها تقول مزغيش فن الاطفاء أو التجاهل والتغافل المطلوب أحيانا لبعض السلوكيات البسيطة التي يقوم بها الأطفال، كما أوضحت أن العقاب بالزعل أو النضرات وعدم التكلم مع الطفل لمدة تناسب الخطأ وسن الطفل حتى يأتي يلتمس رضاك فيتم تصحيح الخطأ، بالاضافة الى الايضاح بالمدح ( أنت الطيب الذكي عليك أن تفعل كذا ولا تفعل كذا.
الخيارات دون تهديد
في الأخير ختمت شيماء بضرورة اعطاء الطفل خيارات دون تهديد مؤذي مثلا ان نقول عندك 10 دقائق اما أن…أو أن…وبعد انتهاء المهلة وجب تنفيذ ماقلته، اذ تؤكد الخبيرة أن هذا لا يعتبر عقابا ولا حرمان مباشر كون الأم أعطت الخيارات لابنها وهنا يتعلم مسؤولية اختياراته. وختمت ذات الأخصائية أن التربية الايجابية لا تعني الدلع ولكن تعني أما حازمة وهادئة لا تترك طفلها يفعل مايريد ودون تصحيح أخطائه.