يشكل رواق “الكنوز” للفنانة التشكيلية خديجة محمصاجي الواقع ببلدية الشراقة وأولاد فايت، إرث الأجداد بطابع حديث وجولة لاكتشاف جمال و ثراء التراث المادي و اللامادي الجزائري من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، عبر مجموعة من الحرف التي أبدع فيها حرفيون من مختلف أنحاء الوطن.

أحلام بن علال

تجربة فنية تستلهم صاحبة هذا الرواق الفنانة خديجة محمصاجي، ويعكس مشاهد متنوعة من وحي الأحياء الشعبية والأشخاص البسطاء، معتمدة على ديكور وتنظيم رائع بألوان مشرقة، تنقل حالاً من البهجة إلى زائرها الذي غالباً ما سيجد مشهداً من حياته أو ذكرياته في غرف هذا المكان الجميل، في  توليفة تحمل طابعاً من الأصالة، وإبداعاً من وحي زمان عبر أعمال تتنوع فيها الخامات، ما بين الألوان والطبوع.

وفي لقاء لمجلة أحلامي مع صاحبة هذا المكان الرحب الواسع، عبرت الفنانة خديجة محمصاجي عن شغفها واستمتاعها بصناعة الحلي بالأصداف هذه الحرفة التي علمها إياها زوجها، وقالت أن البحر يحمل كنوزا عديدة لذا أردنا أن نصنع منها حلي، فما نصنعه ناتج عن ثقافتنا واهتماماتنا وبيئتنا.

فكرة إنجاز المشروع راودتها منذ 40 سنة بعد عدة تجارب وخيبات أمل ليأتي اليوم المنشود الذي كانت تنتظره الفنانة خديجة محمصاجي بفارغ الصبر يوم افتتاح غالري الكنوز في يوم الثامن من مارس سنة 2022، بسبب عشقها لكل ما يرمز للتراث الجزائري خصصت لكل غرفة من هذا المقر الجميل لتحف رائعة سواء من التراث الصحراوي و القبائلي البوسعادي ومن كل ربوع الوطن قطع نادرة لحرف متنوعة كالألبسة التقليدية والرسم صناعة الخشب، إعادة التدوير، صناعة الشموع، الزيوت..وغيرها من الفنون التي يزخر بها وطننا الحبيب.

خديجة محامصاجي هي وزوجها يتميزان بالإبداع فكل قطعة من حلي الأصداف صنعاها تروي قصة مكان، و الملفت للانتباه عند زيارة “الكنوز”تحس بتربيتها العالية في حسن استقبالها للزوار ولباقتهاما والابتسامة التي لا تفارق محياهما، دون أن ننسى رائحة الورد والياسمين التي أعطت عبقا للمكان.

أما عن اختيار هذا الديكور فأشارت الفنانة “خديجة محمصاجي” إلى وجود رغبة لديها في إضفاء الطابع القديم حفاظا على التراث مع إضافة لمسة عصرية تحبب جيل هذا الوقت فيه.

وقالت في هذا الشأن: “لقد فضلت الحفاظ على الطابع العتيق للنماذج التي أعرضها رغبة مني في جعل المكان رحلة إلى الماضي لإعادة اكتشاف هذه العادات والتقاليد”

يمكن لزوار “رواق كنوز” اكتشاف كل ما هو جميل لاستحضار الذكريات من خلال صينيات القهوة واللوحات والملابس والأواني والحلي المعروضة بأسلوب بسيط و جد معبر، فمن يبحث عن الراحة النفسية سيجد ضالته هناك.

للإشارة تقوم الفنانة المبدعة “خديجة محمصاجي” بعدة برامج  ونشاطات إحياء للتراث المادي واللامادي و التي ستحتضنها رواق فنون في الأيام المقبلة.

 

أضف تعليقاً