كمال منور، الجزائري الذي يرأس أكبر غاليري للفن المعاصر في فرنسا
أصبح الفنان الجزائري ابن قسنطينة كمال منور، يملك أكبر غاليري للفن المعاصر في أرقى أحياء باريس، يأتيه مشاهير الفن من مختلف بلدان العالم لعرض منجزاتهم الفني، وترويج أعمالهم.
بقلم: بوداود عميَر
نجاحه المحقق، سمح له بفتح فروع أخرى في باريس؛ ولم يكتف بذلك، استطاع أن يفتح غاليري آخر للفن المعاصر في العاصمة البريطانية لندن، تسمّى جميعها باسمه : La galerie d’art Kamel Mennour جاء كمال منّور (1965) إلى فرنسا طفلا صغيرا نهاية الستينيات، قادمًا من مدينة قسنطينة مسقط رأسه، رفقة إخوته وأمه المطلقة، التي اشتغلت هناك منظفة لتؤمّن لأطفالها لقمة عيش وتعليم، يقول كمال: “كنت مراهقا عندما طلّق أبي أمي، هكذا تكفلت أمي لوحدها بتربيتنا”.
يعترف أنه لم يكن في البدء كثير الاهتمام بالفن، ولم يكن صاحب موهبة في الرسم “إلى غاية 23 من عمري، لم أذهب في حياتي إلى غاليري أو متحف، درست الاقتصاد، واشتغلت في مراكز تجارية”، شيء ما جعله يهتم بالفن، ليتحوّل إلى شغف ومستقبل “في آخر سنة لي في كلية الاقتصاد، قرأت كتبا في الفن أكثر من كتب الاقتصاد”. مجلة Transfuge، الفرنسية التي تُعنى بالفنون والآداب، في عددها لشهري جوان وجويلية 2020، اعتبرته شخصية من الشخصيات المؤثرة في عالم الفن.
في حوار مطوّل أجرته مع الفنان الجزائري كمال منّور؛ عرّفته كما يلي: “يترأس كمال منور، أحد أكبر غاليري للفن في فرنسا، وقد ساهم في منح باريس مكانة أساسية ضمن الخريطة العالمية لسوق الفن في بداية القرن 21”. بالنسبة لكمال منور، “يعتبر الغاليري مكانا مجانيا للقاءات المادية والبشرية؛ وظيفتي هي أن أنقل الفن، وأتأكد من أن الفن ليس شيئا معقدًا، لإلغاء تقييد الجمهور، وإضفاء طابع الديمقراطي على الفن. أقول دائمًا أننا عمال الظلّ، لترويج الفن ومنح صدى لموسيقى المصنفات”.
يساعد كمال منور الفنانين الجزائريين والمغاربيين المقيمين بفرنسا، في هذا النوع الحديث من الفنون، بإتاحته الفرصة لهم لعرض منجزاتهم. هكذا اشتهر العديد منهم، وصاروا يعرضون منجزاتهم في كل مكان في العالم. كمال منور، كفاءة من الكفاءات الجزائرية الناجحة، ستحقق الفارق حتى في أصعب فنون الإبداع، تبرهن عن عبقريتها عندما تجد من يرعاها ويهتم بها.