“متحف خداوج العمية تراث شعبي ساحر”
صرحت السيدة” لشهب نزهة” رئيسة دائرة التوثيق والتنشيط للمتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية”خداوج العمية” ل”مجلة أحلامي” عن مجموعة من النقائص التي يعاني منها هذا المتحف والتي من أهمها مساحته الضيقة والتي لا تسع كل ما يحمله هذا المكان الأثري الهام جدا من تحف وكتب مما دفع إدارة المتحف لفصل المكتبة التي كانت تضم كتبا قيمة حول التاريخ والآثار وكتب حول الصناعة التقليدية وأخرى متنوعة عن التراث الشعبي الجزائري والتي كانت تستقبل روادها من طلبة جامعيين وتلاميذ المدارس.
“التوجه بالحقيبة المتحفية إلى المدارس مهمة صعبة يجب التدخل لتسهيلها”
كما طالبت السيدة “لشهب نزهة” للمرة الثانية وزارة التربية والتعليم أن تعطي تعليمة للمدارس الجزائرية بأن تفتح أبوابها للمتحف لنقل الحقيبة المتحفية إليها دون اللجوء إلى الأوراق الرسمية والوسائط لكي تسهل على المتحف وعلى الأطفال الذين لم تتح لهم الفرصة لزيارة هذا المعلم الأثري بالتعرف عليه ولو عن بعد من خلال الحقيبة المتحفية التي تحمل في جعبتها الكثير، والتي بدورها تعتبر متحفا متنقلا، ففي كل مرة تجد إدارة المتحف مشاكل وإعاقات كثيرة عند محاولتها لزيارة مدرسة تربوية ما والتي من بينها جلب موافقة في كل مرة من وزارة التربية والتعليم للتمكن من الدخول وهذا ما يحبط معنويات الإدارة بعمالها، والتي أكدت على أن وجود تواصل بين المتاحف والمدارس يحمي تاريخنا العريق من التلاشي.
“نقص المرشدين مشكل كبير خاصة في العطل”
هذا وتشتكي إدارة المتحف من نقص في عدد العمال المرشدين خاصة في وقت العطل المدرسية التي يكون فيها الدخول مجاني للأطفال والتي يكثر فيها الزوار، وتتزايد أعدادهم بتزايد النشاطات الترفيهية والتثقيفية والمعارض الحرفية كمعرض “سوق الجمعة” الذي يقام كل يوم جمعة أين يعرض الحرفيون حرفهم المتنوعة، ففي اليوم تأتي قرابة 50 عائلة، ونظرا لنقص المرشدين تضطر بعض العائلات إلى التجول في المتحف بمفردها دون معرفة التفاصيل الشيقة التي حدثت في هذا المكان الساحر ولا يجدون غير التمتع برؤية القصر الذي يجد اختصارا للمسافات التي تباعد بين مختلف المناطق الجزائرية وذلك من خلال عرض مختلف الطبوع التقليدية في فضاء موحد يجمع بين الطراز العاصمي من جهة والتراث القبائلي و الأوراسي من ناحية أخرى إلى جانب معروضات تعّرف بالتقاليد المختلفة.
“إعلام المتحف مسبقا بالزيارات المدرسية ضروري وواجب”
كما طالبت السيدة نزهة لشهب رئيسة دائرة التوثيق والتنشيط بالمتحف من المدارس التي تريد زيارة متحف “خداوج العمية” أن تعلم إدارة المتحف قبل الزيارة بثلاث أيام على الأقل لتتمكن من ترتيب أمورها وعدم الوقوع في اكتظاظ، ففي مرات كثيرة يصل عدد الزوار من المدارس إلى 300زائرمن مختلف ولايات الوطن كالبليدة، غرداية، بومرداس ومناطق أخرى دون علم الإدارة، وكل هذا راجع لعدم وجود تواصل وتنظيم بين المدارس والمتاحف.
2017″ كانت سنة حافلة بالنشاطات والعروض”
وفي ذات السياق، تضيف محدثتنا، أنه “على وسائل الإعلام مساعدتنا في التعريف بالمنتوج المتحفي وتوعية المواطن بأهمية هذه الهياكل”، مؤكدة أن إعادة بعث مثل هذه السلوكيات مسؤولية كافة مكونات المجتمع، من عائلات ومؤسسات تربوية ومؤسسات عمومية تعنى بالحركة الثقافية في البلاد، ولفتت رئيسة دائرة التوثيق والتنشيط بمتحف خداوج العمية إلى أن البرامج التي شهدها المتحف سنة 2017 كانت حافلة من بداية السنة إلى غاية نهايتها أين قامت الإدارة بالذهاب إلى المدارس لتحفيز الطفل لزيارة المتحف، والتعريف بالتراث بين القديم والحديث، بالإضافة إلى عروض للباس التقليدي ومنه الخنشلي داخل المتحف بالتعاون مع جمعيات كثيرة ومن “18 أفريل إلى 18 ماي” شهر التراث أين أقيم معرض خاص بمطرقات الباب المصنوعة من النحاس، وفي شهر جوان في اليوم العالمي للطفولة نضم المتحف مسابقات للرسم ونشاطات مختلفة كما وزعت جوائز قيمة على الفائزين ونظمت معارض مختلفة..إلى غير ذلك من النشاطات التي شهدتها السنة الفارطة والتي أتاحت الفرصة للعائلات الجزائرية كي تزور المتحف وتستفيد من استراحة ونزهة مفيدة.
“المحيط الخارجي للمتحف لابد أن يكون في المستوى”
كما أكدت السيدة نزهة لشهب على ضرورة العناية بالمحيط الخارجي من أعالي القصبة باب الجديد وأسفل القصبة باب عزون، و بالأزقة الضيقة التي تحيط بقصر “خداوج العمية” و التي تعاني من تصدعات وانهيارات جزئية، الأمر الذي جعلها مهددة بالانهيار في أي لحظة على رؤوس الزائرين وحتى القاطنين خاصة في فصل الشتاء، كما حدث في الكثير من المرات، والتي أصبحت تشكل خطر كبير على الزوار، فالاهتمام بالنظافة والأمن وترميم ما يجب ترميمه ضروري جدا للحفاظ على هذه القيمة الأثرية التي يعود تاريخها إلى خمسة قرون خلت، والذي يعتبر همزة وصل بين المواطن وتراثه الذي يعد جزءا منه، كما يعبر المتحف الوطني عن الصورة الأصيلة للمجتمع الجزائري وهويته الشخصية وهو بمثابة الحامي والراعي لهذا المخزون الثقافي والتراثي والمحافظ على ما يملكه الفرد الذي يجب صون داخلة وخارجه.