ركن : كتاب وقضية
محمد بوحفصي يصدر كتاب يحكي عن معاناته الشديدة في طفولته:
“أن تحلم تحت الضربات”
محمد بوحفصي إعلامي شاب من أصول جزائرية، سطع نجمه كإعلامي رياضي في قناة RMC الرياضية، من خلال حواراته على السريع مع نجوم كرة القدم في العالم، الذين كسب صداقتهم. بعد نجاحه الباهر، استدعته القنوات الفرنسية العمومية لتنشيط حصص اخبارية متنوعة. لكن خلف نجاح الشاب محمد بوحفصي آلام ومعاناة وقهر، أخفاها طويلا، قبل أن يكشف تفاصيلها في كتاب صدر له حديثا، تحت عنوان : “أن تحلم تحت الضربات” وكعنوان فرعي: “معركتي ضد العنف المسلط على الأطفال”. فقد عانى معاناة شديدة عندما كان طفلا من عنف وبطش أبيه، الذي كان يسيء معاملته ويضربه هو وأمه. يقول أنه عندما كان في عمره خمس سنوات، كان أبوه يضرب أمه، وكان يلتصق بأبيه يحاول عبثا منعه، ليتلقى الضربات بدلا منها، كانت تلك وسيلته الوحيدة لتخفيف العنف عنها. عاش طفولة قاسية، وكاد أن ينحرف، لولا قراءته النهمة للكتب التي أنقذته من انهيار وشيك، كما يعترف.
تحدّث في الكتاب أيضا عن العنصرية في فرنسا، عن المعاملة المخزية للشرطة الفرنسية التي كانت تهدد مبتزة أمه بالترحيل إلى الجزائر، بسب عدم امتلاكها لوثائق الإقامة؛ وكذلك عن اسمه محمد، الذي طالبوا منه بالتهديد تارة وبالإغراء تارة أخرى، التخلي عنه، لكنه تمسّك به.
يحظى كتاب محمد بوحفصي، بمتابعة إعلامية واسعة في فرنسا، وهناك حوارات تجرى معه في الإذاعات والقنوات التلفزيونية والصحف، بعد أن استطاع لفت انتباه الجميع إلى ظاهرة العنف المسلط على الأطفال، المستشرية هناك بقوة. هكذا يستعد لتنظيم فعاليات ثقافية ورياضية، في محاولة لفت انتباه الرأي العام للظاهرة، وقد أكد عدد من نجوم كرة القدم في العالم مشاركتهم في التظاهرة التحسيسية، إلى جانب عدد كبير من الأطفال.
بوداود عمير