مطالبات بضرورة الحفاظ عليها في حلقة نقاشية ب”مقر جريدة السياحي”

ناشطات جزائريات: “القصص والأمثال الشعبية تواجه تحديات في زمن التكنولوجيا”

أكدت ناشطات جزائريات من أديبات، صحفيات، سيدات أعمال.. في إطار منتدى حيزية للتراث الجزائري والعادات والتقاليد، الذي تنظمه جريدة السياحي تحت إشراف الصحفية لمياء قاسمي على قيمة القصص والأمثال الشعبية وموروثها القيمي، وأثرها في حفظ الهوية الوطنية، مشيرات إلى أن الأمثال الشعبية التي أصبحت تواجه تحديات بالجملة في عصر الانفتاح على التكنولوجيا الرقمية، ولذا ينبغي تعريف الأجيال الحالية بالأمثال القديمة وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على ما تبقى منها.

أحلام بن علال

جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي نظمتها جريدة السياحي يوم الثلاثاء، ضمن أنشطة وفعاليات منتدى حيزية، الذي يتضمن استضافة مختصين ومهتمين في مجال الثقافة لمناقشة كل ما يتعلق بالتراث.

من جانبها، أكدت مديرة جريدة السياحي الصحفية لامياء قاسيمي في افتتاح الحلقة النقاشية، أهمية الأمثال الشعبية والقصص كموروث شفهي ثقافي، كونها مرتبطة بمواقف معينة وجزء من التراث الشعبي الذي يشكل ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية مشيرة إلى دور كل منا في الحفاظ عليها وديمومتها في ظل الواقع الذي نعيشه اليوم.

“الأمثال الشعبية.. مرآة عاكسة للشعوب”

من جهتها أوضحت الكاتبة والصحفية “سليمة مليزي” أن الأمثال الشعبية مرآة عاكسة للشعوب، وجزء لا يتجزأ من عاداتنا وتقاليدنا، كما أنها تعد خلاصة التجارب الإنسانية، واختزال للخبرات الفردية والجماعية، وهي تصدر عن من أوتوا الحكمة والمعرفة الشعبية، أو تتشكل بفعل التداول من خلال مواقف معينة وانسجامها مع الوجدان الشعبي، وتطرقت إلى بعض ميزات الأمثال الشعبية، خصوصاً ارتباطها باللهجة العامية الدارجة، ما جعلها مفهومة لدى مختلف المستويات الثقافية، بالإضافة إلى كونها تعبر عن منظومة القيم الأخلاقية، فعادة ما يتضمن المثل حكمة أو موعظة أو نصيحة، لذا فهو مستخلص من الحكم والتجارب الحياتية التي مرت بها الأجيال السابقة، فضلاً عن تميزها بالإيجاز وغلبة روح الفكاهة والخفة عليها.

“قيم اجتماعية سامية تحملها الأمثال والقصص”

تناولت الإعلامية “أحلام محي الدين” أهمية الأمثال الشعبية في حياتنا اليومية، ودورها الكبير في تعديل سلوك الأفراد، من خلال تأثيرها النفسي عليهم، فهي كفيلة بخلق اتجاهات إيجابية لديهم، نظراً إلى ما تحمله من قيم اجتماعية سامية، وتطورها الفكري والذهني والحضاري والأخلاقي عبر الزمن، بالإضافة إلى رصدها أحداث الحياة المتنوعة ك قصة”بقرة اليتامى” باستقاء العبر وما لذلك من قوة عظيمة في بناء شخصياتنا، مضيفة: ” هذا الإرث العظيم يجمع مجموعة من القيم السامية هي ماضينا وحاضرنا ورثناها ونورثها، يحمل في جوهره مجموعة من القيم والمبادئ، كحب الأخر والتعاون، الفرج بعد الشدة”، مقتدية في ذلك بقصص القرآن الكريم، كقصة سيدنا يوسف التي تحكي عن الصبر والتسامح، وكل قصص الأنبياء تحمل دلالات المحبة و التراحم والتآخي التي نحن في أمس الحاجة إليها في أيامنا هذه، مؤكدة على مسؤوليتنا تجاه أطفالنا بمنحهم الكثير من الحب والحنان وتربيتهم تربية صحيحة مبينيه على القيم والمبادئ والأخلاق.

“للأمهات دور في الحفاظ على هذا الموروث”

الإعلامية صليحة بن زيادة بدورها أشارت إلى دور الأمهات في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، مضيفة : “لإيجاد حلول إبتكارية يجب دراسة الموضوع ككل بتحديد الأسباب الكامنة وراءه لمعالجة كل المشكلات،  لذا علينا تكثيف الجهود لتعريف أطفالنا بالأمثال القديمة وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على ما تبقى منها”.

“اليد في اليد ..لإنقاض الأجيال القادمة “

وتناولت الناشطة “تاج لريام” أن شبابنا شباب واع رغم الاختلاف الموجود بين الأجيال ودعت إلى ضرورة تظافر الجهود ووضع اليد في اليد لكي يعرف الجيل الجديد المعني الحقيقي والقيمة الفعالة للقيم والأمثال والحكم والأخلاق.. ولا يمكننا إلقاء اللوم أو المسئولية على أبناء هذا الجيل وحدهم بل المسئولية الأساسية تقع علي كاهل بعض الأمهات اللواتي لم تدركن قيمة الترابط بين الأجيال مما ساعد على زيادة الفجوة بينهم وبين أبنائهم، لأن الأجيال القادمة مهمتنا ويجب إنقاذها لكي لا تسقط في الهاوية”.

“تدوين الأمثال والقصص في كتب مسؤوليتنا جميعا”

ام يونس رئيسة جمعية المتقاعدين المنتسبين للصندوق الوطني للتقاعد أفادت:” التواصل بين الأجيال نهج يتطلب العمل عليه من خلال أدوات وآليات تحقق استمرار هوية المجتمع وصيانة مكاسبه من إرث حضاري ومعطيات تجدد أطوار الأجيال عبر الزمن ومن أهم الآليات التدوين والكتابة وجمع كل ما له علاقة بالتراث ونشره في كتب بكل اللغات، لتتمكن كل الأجيال القادمة من التعرف عليه، فتدوين الأمثال والقصص في كتب مسؤوليتنا جميعا”.

 

وسردت الحاضرات بمقر الجريدة خلال هذه الأمسية العديد من الأمثلة الشعبية السائدة في الجزائر باختلاف مناطقها، لافتات إلى وجود تشابه إلى حد كبير في ما بينها، من حيث الشكل والمعنى والمفردات رغم إخلاف اللهجات.

تعليق واحد

أضف تعليقاً