المنافسة قوية بين محلات الحلوى والسيدات في المنازل

تفضل العديد من السيدات وخاصة العاملات منهن، شراء الحلويات في عيد الفطر المبارك، لكن ارتفاع أسعار أنواع بعض الحلويات إلى مستويات عالية  دفع كثيراً من المستهلكات إلى التوجه لشراء حلويات منزلية الصنع لتقديمها في مناسباتهم الاجتماعية، الأمر الذي أدَّى إلى توجه عدد من الماكثات في البيت للاستفادة من الأمر و العمل في مجال تصنيع الحلويات وتسويق منتجاتهن من خلال صنعها في المنزل ومحاولة بيعها لمن ليس بإمكانها صنعها. وفي المقابل يعلل عدد من أصحاب المحال ارتفاع أسعار الحلويات إلى طرق صنعها المكلفة، حيث تحتوي على مواد ناهضة الثمن كاللوز والجوز وأنواع المكسرات الأخرى التي تعرف ارتفاع محسوس هذا العام.

أحلام بن علال

وحول هذه الظاهرة، قالت السيدة فاطمة التي تشارك إحدى قريباتها في صناعة الحلويات في المنزل إنها اتجهت لهذا العمل بعد زيادة الإقبال على الحلويات المنزلية، سواء من منطلق دعم المشاريع الصغيرة أو الثقة في الصناعة المنزلية وطرق إعدادها وسلامة محتوياتها،  وبينت أن تحديد أسعار منتجاتها يكون بطريقة احتساب التكلفة والجهد المبذول في العمل، ولفتت إلى أنها تتطلع لتوسيع مشروعها وحضوره كـ ”ماركة مسجلة” في السوق، وهذا لكثرة الطلب عليه.

ومن جهته ، أكد المسئول عن محل بيع الحلويات “مادام فيرا” ب”بلوزداد” السيد” محي الدين لقمان” على أن  الأسعار الحلويات ثابتة غالباً، بينما تتحكم أطباق التقديم والتغليف والتصاميم ونوعية المواد المستعملة في تباين الأسعار وارتفاعها، وبين أن هناك إمكانية لتعاون بعض المحال مع السيدات اللاتي يصنعن الحلويات في المنازل في حال جودة المنتج وضمان أسباب السلامة، مشددا على ضرورة دعم مشاركة الشباب من الجنسين في مشاريعهم الناشئة.

كما دعى إلى ضرورة إقامة دورات تدريبية قصيرة التي تزيد من كفاءة أداء العاملات من المنازل وتزيد من ثقافتهن ووعيهن بكيفية إدارة مشاريعهن بطرق سليمة ونظامية، مشيرا إلى أهمية هذه البرامج في صناعة سيدات أعمال ناجحات، خاصة أن أغلب العاملات من المنزل – بحسب قوله – تنقصهن الخبرة في التعامل مع السوق وكيفية تطوير منتجاتهن وأساليب عرضها، الأمر الذي يضمن لمشاريعهن الاستمرارية والتطور والانتقال من مشروع منزلي إلى محال ومعارض، وأوضح أنه من الضروري الاهتمام بالمشاريع المنزلية اقتصادياً لعدم اضطرار العاملة إلى دفع إيجار أو رواتب للعمالة، إلى جانب سهولة التسويق وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي مكنت العاملات من عرض منتجاتهن والتواصل مع العملاء، وعمل النساء الحلويات في المنزل لا في المحل نفسه ، كما قال لا يمنع وجود بعض الصعوبات، مثل: توصيل المنتجات، والمعاملات المالية، ومصداقية الطرفين.

أما السيدة عتيقة المتخصصة في صنع الحلويات، فوصفت توجه العاطلات عن العمل نحو المشاريع المنزلية بالمتحضر والإيجابي، واعتبرته الخيار الأمثل في ظل شح الوظائف المتاحة والمناسبة للمرأة أضف إلى ذلك ضرورة تواجدها في المنزل للعناية بأطفالها وإرضاء زوجها ممن لا يفضلون خروج زوجاتهن للعمل، مبينة أن العمل الذي ينطلق عادة من مطبخ صغير قد يتحول إلى عمل تجاري كبير تحت مظلة ماركة قوية،  علما أن أغلب من توجهن للأعمال المنزلية الصغيرة يحققن أرباحاً عالية، خاصة أن مثل هذه المشاريع المتعلقة بالطبخ تحديداً لاتحتاج إلى رأس مال كبير للبدء، كما أن الدعاية متاحة ومجانية أكثر من أي وقت مضى، وذلك من خلال الحضور القوي والفاعل في الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، الأمر الذي يرفع نسبة أرباحها. كما أن ثقة المستهلكين في المنتجات المنزلية أصبحت أكبر من السابق بدليل التسويق المجاني لبعض المستهلكين لمنتجات اللاتي تعاملن معهن.

فبالرغم من أن نساء كثيرات يلجأن إلى شراء الحلويات المصنوعة غفي المنزل إلا أن معظمهن تفظلن الشراء مباشرة من المحلات معللات ذلك بندرة الإبداع في الحلوى المنزلية ، وبالنسبة لهن هو وسيلة للكسب واستمرار الحياة وليس فيه إبداع كما الذي تعرضه المحلات، لكن ذلك لم يمنع مجهودات بعض الماكثات في البيت من إنتاج نوعيات جيدة لا تزال في بداياتها وإن كانت دون مستوى المنافسة، فالتعليم الجيد وتوسيع المدارك وإدراك قيمة الإنتاج واستثارة الإحساس بخطورة كون المجتمع مجتمعاً استهلاكياً يعتمد بشكل كبير جداً في تأمين احتياجاته وكمالياته على إبداعات المجتمعات الأخرى لدرجة أن الملبوسات الوطنية والأكلات تأتي أغلب مكوناتها من الخارج.

أضف تعليقاً