المختصة في العلوم الغذائية “والي لامية”:
“الغذاء الصحي أساس الوعي الروحي النفسي والجسدي”
_”أحلامك مستحيلة و جهازك الهضمي فيه بكتيريا ضارة أو عفن”
حاورتها:أحلام بن علال
في لقاء مع مهندسة البيولوجيا والأخصائية الموهوبة في العلوم الغذائية “السيدة لامية والي” قدمت لنا المعلومات القيّمة التالية، مع نصائح لتطوير الذات كونها تملك خبرة في مجال التغذية العلاجية ومدرب دولي محترف، طرحنا عليها العديد من الأسئلة المتعلقة بالتغذية وأهميتها ودورها في حياتنا.
كخبيرة تغذية.. ما هي فوائد الغذاء الصحي وكيف ولجتي إلى هذا المجال؟
الغذاء مهم جدًا للإنسان لاستمرار الحياة ومساعدة أعضاء الجسم للقيام بوظائفها، وأجهزة الجسم الحيوية تأخذ ما تحتاجه من طاقة من الغذاء الداخلي، وهذه المغذيات التي يحتاجها الإنسان ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية، الغذاء الصحي أساس الوعي الروحي النفسي والجسدي.
تخصصت في هذا المجال بعد معرفتي بمرض ابني أمير بالتوحد، فقررت مواجهة هذا المشكل، وبدأت في رحلة بحث عن الحلول والتي من بينها معالجة التوحد بالغذاء ما كان سببا لتخصصي في هذا المجال، شغفي في البداية قبل الولوج إلى عالم الغذاء كان تطوير الذات والتنمية البشرية فلم أجد فيه ضالتي فتوجهت إلى علم الذات وتطوير الطاقة لما جمعت بين الاثنين اخترت التغذية الذكية التي تجمع ما بين الروح والعقل والجسد.
نسمع عن التغذية العلاجية.. هل ممكن توضيح هذا المفهوم؟
الأمر الذي أنبه له دائما وأشرت إليه في كتابي “التدخل الغذائي كمنظور علاجي مساعد للتوحد”، يعني أن الغذاء هو علاج مساعد و التغذية السليمة هي أحد وسائل الوقاية من الأمراض، فالتغذية العلاجية هي علاج لكثير من الأمراض بل قد تكون الوسيلة الوحيدة للعلاج في بعض الحالات المرضية، فالتدخل الغذائي يعالج المرض المصاحب للتوحد مثلا، والتوحد ليس مرضا يشفى منه إنما نفس المرض الذي أعلاجه عند مرضى التوحد أعلاجه عند المرضى العاديين، هو مرض يصيب جيل هذا العصر لأسباب بيئية مشتركة تغذوية لتلوث الغذاء، اجتماعية، وأسباب روحانية تسمى “كارما” لأنه عاش نقاط مشتركة أنجبت جيلا بهذا الشكل فوقع له اختلال، هذا المشكل اكتشفته عند مرضى التوحد في البداية وبالبحث والاكتشاف الآن80 بالمائة من الأطفال الذين أعالجهم لديهم بعض سلوكات مرضى التوحد والسلوكيات معيق للدمج الاجتماعي والتطور، النقطة الثانية أن طفل التوحد تصبح له قدرة في استيعاب الجلسات العلاجية لتطوير الذات. مستحيل أن تحقق أحلامك إذا كان الجهاز الهضمي وهو العقل الثاني للجسم فيه بكتيريا ضارة أو عفن.
كيف نهتم بغذاء أطفالها بحيث يسهم في سلامتهم وصحتهم؟
التغذية السليمة مهمة جدًا للطفل، ويجب على الأم أن تحرص على تقديم كافة العناصر الغذائية لأطفالها، لأن سوء التغذية يتسبب في جعل الطفل عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة، ويؤدي إلى تأخّر نموّهم الجسدي والعقلي، ومعاناة الطفل من الكسل وقلة النشاط، والحل هو تغذية الأطفال بالأطعمة المتنوعة والمناسبة لكل مرحلة عمرية، والحرص على تقديمها له بطريقة يشتهيها..ويجب إبعاد الطفل عن الوجبات الجاهزة لخطورتها، والاعتماد على تقديم الوجبات الطازجة المصنوعة بالبيت، والمتوازنة في عناصرها.
وأهم نصيحة للوالدين وخاصة الأم: عليكم أن تكونوا القدوة الحسنة لأطفالكم وذلك بضرورة تناول الأغذية الصحية المتنوعة، فأطفالنا أمانه يجب أن ينشئوا في بيئة صحية.
ما هو الهدف من الدورات التي تقدمينها؟
الدورات التي أقوم بها هي عبارة عن تعريف للطريقة الصحيحة لمبدأ التشافي الذكي، وهدفي منها رفع الوعي الصحي لدى الأمهات قبل متابعة أطفالهم حول أهمية وفوائد تناول الغذاء الصحي المتوازن وتنشئة أطفالهم بشكل سليم وصحي قدر الإمكان، لكثرة الأخطاء التربوية التي قد يقترفونها دون قصد والتي تؤثر على التنشئة أصحاء كانوا أو مرضى بحجة ضغوط الحياة والمهام الكثيرة المطلوبة من الوالدين التي تعرضهما بشكل أو بآخر للوقوع في أخطاء دون أن يشعرا بذلك، و أي شخص يدخل في مرحلة العلاج له قدرة على الشفاء من أي مرض بإتباع نظام صحي يعيد بناء كل الأعضاء.
النوع الثاني من الدورات هو تطوير الذات لزيادة الوعي وهذا شغفي الثاني الذي به تتكون الكاريزما والتميز، ليصبح الشخص بناءا وذو فائدة في المجتمع يجب أن ينظف نفسه من عدة أشياء سلبية عاشها من قبل خاصة في المجتمع الجزائري الذي عايش مراحل مختلفة ولدت لديه طاقة سلبية في اللاوعي توارثها بدون وعي، و رحلة التطور تبدأ من الغذاء، إذ لا يمكن التفكير بشكل جيد إن لم تكن عندي نواقل إيجابية.. فربطت الغذاء كنقطة أساسية في تطوير الذات.
أين تقومين بهذه الدورات؟
مركزي بولاية الشلف وهو مركز للاستشارات والتدريب والكوتشينغ، لكن 50 بالمئة من المرضى المعالجين عندي من الجزائر العاصمة، كما أتنقل إلى عدة ولايات للقيام بدورات على الأقل مرة في الشهر، ففي العاصمة مثلا سأكون يوم 24 ديسمبر للتعرف على دور البروبيوتيك في نظام التغذية الذكية ودور الخبز الصحي وأسرار الخميرة البلدية وعدة معلومات مفيدة، كما أنني بصدد التحضير لمشروع في مدينة وهران لشهر جانفي بحول الله. هذه الورشات فيها ثلاث أهداف هدف توعوي، والثاني تعلم طريقة الاستعمال كالجبن النباتي والرجوع إلى الطبيعة والهدف الثالث أن المشاركين فيها يتذوقون أشياء لم يسبق لهم تذوقها.
هل لقيت رواجا يليق بمجهوداتك؟
في البداية لما تحدثت عن التغذية بطريقة علمية لم ألقى إقبال كبير، إلى أن قمت بتأليف كتاب “دليلك للتغذية الذكية” وهو كتاب بمائة وصفة صحية ومررت به على قناة “سميرة للطبخ” فاستقطبت عددا لا بأس به من المتابعين بسبب الوصفات التي أدرجت فيها كل المكونات اللازمة في التغذية الذكية كالخميرة البلدية، الأرز الأسود ..وغيرها من المأكولات الخارقة وهو يجمع بين وصفات تراثية وتجديدات صحية حتى نحافظ على استقرار التغذية الجزائرية.
ماذا عن إنجازاتك كمدرب دولي محترف؟
لحد الآن اعمل على مشروع “الأم المعالجة”، أدرب الأم لإيماني بأنها تُساهم بشكل أساسيّ في دمج الأبناء مع محيطهم الأسري والاجتماعي وتكوين شخصياتهم، ويكون الأبناء أكثر تعلّقاً بأمهاتهم، فهن من تستطعن إخراج الأبناء من كل الأزمات، كالتوحد مثلا.. لأنها تستطيع تحقيق الاستمرارية بإعطاء الثقة للطفل الذي يحتاج لتطوير ذاته، لأنه يحتاج إلى جلسات يومية وهذا بات بالأم الصعب كون الحالة المادية لمعظم الأولياء لا تسمح بذلك، ولما تعمقت في تطوير الذات وعلم الطاقة اكتشفت أن هناك علاقة كبيرة بين الأم والطفل وتستطيع تطوير ابنها باستخدام التخاطب لترسل له رسائل لتطويره هذا ما نسميه “الكاراكوتشينغ “.
وورشات المسرح العلاجي كمرحلة ثالثة والتي ساهمت في دمج الطفل بما أنني كاتبة سيناريوهات مسرحيات ومنتمية لجمعية في المسرح فكرت في دورات لعلاج المرض بالفن باستخدام المسرح للسلوك العلاجي والدمج الاجتماعي وفعلا أعطاني نتائج مبهرة في وقت قصير.
لدي قابلية لابتكار أي طريقة جديدة..ابتعدت عن الطرق الكلاسيكية في علاج مرضى التوحد فهي متعبة بدون فائدة وغير منطقية وأهمها طرق لعلماء مخصصة لأمراض عقلية ليست مخصصة لمرضى التوحد لذلك نتائجها ضئيلة أو شبه معدومة.
كيف حولت فكرتك إلى مشروع ناجح؟
قبل أن أفتح المركز، كانت تجربتي الأولى مع ابني “أمير” الذي تم تشخيص حالته على أنها “تأخر شديد مع توحد عقلي”، فقمت بمجهودات كبيرة وتجارب معه فكنت كلما آخذه إلى الأخصائي النفسي الذي كان يتابع حالته يلاحظ تطوره في كل مرة، فاقترح علي كتابة كتيبات تصف الطرق التي كنت أعتمدها ليستفيد منها غيري، فكتبت دليل الأم المعالجة بطريقة مهذبة وبدأت أتعامل مع أمهات مرضى التوحد عن بعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعدها فتحت المركز فتسنت لي متابعة المرضى عن قرب وهذا أفضل بكثير فالمتابعة عن قرب تعطي نتائج أفضل.
ماذا عن ورشة بداية النهاية؟
هي تدريب لكل من يريد إنهاء عالم كله عسر وبداية جديدة وفق خطوة ممنهجة تجمع بين العقل والروح والجسد من صلاة وتأمل واستغفار وغذاء وحركة، ببساطة في الورشة نتعلم من أين نبدأ وكيف ولماذا؟ وأنا أعتمد كثيرا على الجانب الوجداني الديني و أقتدي بهدي الرسول في السلوك الغذائي.
في نهاية اللقاء أكدت ضيفتنا على أن الغذاء هو الأساس في حياة الإنسان، وهو الذي يؤثر في جميع نشاطاته سواء الداخلية أو الخارجية، ويجب التنبه إلى أن ما هو مفيد ربما يصبح ضار إذا لم يتم تناوله بطريقة صحيحة وصحيّة.