بحجة أن الوقت الراهن يتطلب فتاة معاصرة

شبح العنوسة يطارد “بنات الفاميليا”

عرف الشاب الجزائري على مر الأزمان بعقليته المحافظة وشروطه التي يضعها للارتباط بفتاة ما، إلا أنه في الآونة الأخيرة تغيرت العديد من الذهنيات، حيث بات الكثير منهم يبحثون عن فتاة معاصرة جريئة تملك صفات أوروبية بدءا من التفكير وصولا إلى اللباس والكلام، وبهذه الشروط الجديدة يعزف العديد من الشباب الزواج من ابنة بلده.

أحلام بن علال

اثر الانفتاح على العالم عل تفكير الشباب حيث تغيرت نظرتهم و أصبح العديد منهم يعتقد أن “بنت الفاملية” دقة قديمة ولا تصلح للزواج، و للتعمق أكثر في الموضوع قامت مجلة “أحلامي” بالتجول في شوارع العاصمة واستطلاع رأي الجزائريين عن الموصفات التي يودون أن تمتلكها زوجة المستقبل لتكون اغلب الردود البحث عن فتاة معاصرة، بينما تعتقد الكثير من النسوة أن هذه الشروط تأكد أن الشاب الجزائري بات بدون شخصية.

“فتاة معاصرة تتناسب والقرن 21”

في جولتنا الاستطلاعية قمنا بالحديث مع الشبان الذين لا يتجاوز سنهم 30 لمعرفة مواصفات فتاة أحلاهم واختلفت الإجابات لكن الفتاة المعاصرة كان لها حصة الأسد، حيث اجمع العديد منهم أنه في الوقت الحالي لابد عليهم من إيجاد امرأة متخلقة لكنها تتبع آخر صيحات الموضة وبما أن هذا حلم فقد اختاروا الفتاة التي تعرف جيدا ما معنى الأناقة وتتقن لغات مختلفة ومتحضرة ومتفتحة على العالم الخارجي، فالعالم يتغير والأفكار كذلك وبالتالي فالأحلام والأمنيات هي أخرى تأخذ منحى آخر.

 “في المواقع يتهافتون على “بنت الفاملية” وفي الواقع “يحقروها

“يحوسوا على عاقلة في الواقع ويتزوجوا بطايرة ..” هكذا كان رد فاطمة الزهراء بن عيفة من زرالدة حيث أكدت أن مواقع الفايسبوك تعج بتعليقات ومنشورات التي تدل على أنهم يعشقون الفتاة الخلوقة وحسنة التربية وغيرها من الصفات التي وبمجرد نزولنا إلى الشارع أو حضور حفلات زفاف نرى انه العكس تماما حيث يظهر جليا حبهم للفتيات اللواتي تتشبهن كثيرا بأوروبيات في طباعهن و لباسهن وهذا يدل على أن ما يقال على مواقع التواصل الاجتماعي هو مجرد استعراض ينتهي بغلق الفايسبوك، وأما في الواقع تجده متعلق بتلك الجميلة ذات المظهر الأوروبي.

شابات تؤيدن تفكير الشباب

.. في حين ترى نصيرة بن طراد من نفس البلدية أن من حق الشاب البحث عن الفتاة التي يستطيع أن يفخر أمام أهله و أصدقائه فزمن الزواج من اجل جلب امرأة تطبخ وتربي قد ولى، فامرأة في الوقت الحالي هي الزوجة المتحضرة التي تعمل تخرج وتعطي رأيها أي الرجل يبحث عن لامرأة التي بمقدورها أن تجمع بين الموضة والأناقة و التحضر والطبخ خاصة الاجتماعية التي بمقدورها أن تتواصل بسهولة مع الأشخاص المحيطين بها، وليست تلك المعقدة التي لا تستطيع فتح حوار عادي معه هو فما بالك مع الناس.

“على الشاب الظفر بذات الدين لتكون أما صالحة أبنائه..

” ومن الناحية الدينية أكد إمام مسجد القبة “بن حليمة” انه لابد على الرجل من الاختيار الصحيح لزوجة فهي في أخير ستكون أم أبنائه ورفيقة دربه لذا عليه بالظفر بذات الدين حيث قال رسول صلى الله عليه وسلم: ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ)، فإذا كسب زوجة صالحة ستصون عرضه و تربي أبنائه على الحشمة والدين، ومن يختار الفتاة المتشبه بأوربيات أراه ناقص عقل فهو يعرض مستقبله ومستقبل أبنائه للخطر، وانصح شباب اليوم أن أفضل ما في الدنيا امرآة صالحة محتشمة ذات أخلاق عالية تعرف الدين جيدا لضمان مستقبل مريح، ليختم قوله:” “الطيبون لطيبات والخبيثون للخبيثات..” وأتمنى من الشباب التفكير جيدا قبل اتخاذ مثل هذه القرارات”.

“شباب هذه الأيام يعانون الكثير من العقد والأمراض النفسية وضعاف الشخصية

” وفي حديثنا مع المختصة في علم الاجتماع لعروسي بلقاسم قالت:”عند تفكير في هذا الأمر يطرح في أنفسنا سؤال ما هي المسببات التي دفعت الشاب لاستبعاد الفتاة المحتشمة؟، أولا ربما انعدمت الثقة في الفتاة المتحجبة بعد العديد من القصص التي انتشرت حولهن وحتى أن هنالك الكثيرات لا يحترمن الحجاب، بالإضافة إلى إن في القدم لم يكن هناك مواقع التواصل الاجتماعي لذا كان شاب منغلق لا يعرف سوى الفتاة الجزائرية ذات الطباع الهادئة والتي تكون ربة بيت ممتازة، لكن الآن انتشرت وبصفة كبيرة مواقع التواصل الاجتماعي، لتصبح بوابة للعالم الخارجي ومشاهدة الصور والأفلام والحديث مع الفتيات بات الشاب يحلم بها أوروبية متفتحة فهو يرى بأنها تلك من تصلح للزواج لكن في الحقيقة المحاكم تعج بقضايا الطلاق التي يستبد فيها الرجل مع زوجته أين يتزوجه دون حجاب ثم يحجبها وما شبهها من تسلط، لكن هناك قوية الشخصية الذي يعرف ما يريد لن يركض خلف هذه التافهات، لكن لقول الحقيقة لابد من المرأة في العصر الحالي أن تكون متفتحة قليلا ولا تغلق على نفسها كثيرا”، وتضيف قائلة:” وهناك من لا تعجبه عيشته فيتأثر بالعالم الخارجي وبالتالي يبحث عن فتاة متحررة جريئة ليعيش معها أيام جنونية لكن مع مرور الوقت سيتغير حيث انه يرى أن هذه لن تصلح كزوجة فهي إنسانة لن تتوافق مع أسرته، وبالتالي سيتخلى عنها أو يتزوج ثم يطلقها، وهذا كله نتيجة العقد والأمراض النفسية التي يتخبط فيها الشاب الجزائري لذا انصح الشباب بمعالجة أنفسهم والتأكد من اختياراتهم لكي لا يمروا بتجارب فاشلة”.

أضف تعليقاً