مصممة الأزياء “نبيلة شيباح” لمجلة أحلامي:

 “الزَى التقليدي.. يطوف العالم دون حواجز..

“ولهذا لم نعلن خبر زواج رانيا”

 تشتهر مصممة الأزياء الجزائرية “نبيلة شيباح”  بتصاميمها الرائعة التي تألقت بها العديد من النجمات داخل الجزائر وخارجها كالممثلة “مليكة بلباي” والإعلامية “فرح ياسمين”، دخلت المجال من بابه الواسع لتبدأ قصته مع الإبداع والابتكار في تصميم الأزياء خصوصا الألبسة التقليدية.

حظينا بفرصة محاورتها فحدثتنا عن أحلامها وطبيعة عملها وسبب إخفاء خبر زواج ابنتها “رانيا” وتفاصيل أخرى في هذا الحوار:

 حاورتها: أحلام بن علال

  عرفينا عن نفسك ؟

نبيلة شيباح مصممه أزياء شامله جزائرية وتقني سامي في تصميم الأزياء، متحصلة على عدة شهادات آخرها شهادة من معهد الفتح ببلدية بئر الخادم، كنت دائما متفوقة في دراستي لأنني طموحة وأحب النجاح  في كل مجال أخوضه، لا أحسد أحدا وأفرح لكل الناس. لم أحصر موهبتي في اللباس التقليدي فقط وإنما في كل الألبسة بمحاكاة تراث 48 ولاية. فالجزائر الآن قارة لا تملك لباس تقليديا واحدا فقط وإنما العديد من الألبسة، فحضارات الدول من تفاصيل التراث التي يتشكل على مدار تاريخها، ومن عاداتها و تقاليدها، وهي تفاصيل قد تختلف ‏من مدينة لأخرى، ومن مميزات الحضارة الإنسانية هو اختلاف الأزياء بين الدول.

انطلاقا من كونك مصممة أزياء معروفة ما هي المهرجانات التي شاركت فيها في مجال الموضة؟

شاركت في عدة مهرجانات فقمت بتصميم ألبسة للمشاركات في مسابقات ملكات جمال العرب بمصر و المغرب، كذلك شاركت في  العديد من المسابقات وعروض الأزياء بالجزائر وفي كل مهرجان أتحصل على ذرع تكريم وجوائز وفي نفس الوقت أٌلبس الكثير من الصحفيات والفنانات فهن سفيرات اللباس التقليدي الجزائري كالإعلامية ياسمين فرح التي ذهبت إلى الأردن بلباسي التقليدي، الفنانة ندى الريحان كذلك ظهرت بتصميمي في حصة الإعلامي بلال العربي، داليا شيح التي ارتدت الكراكو “الغليلة الجزائرية” في اسبانيا كما هناك الكثيرات من زبائني ممن سافرن بالزي التقليدي من تصميمي إلى العديد من دول العالم ككندا واليابان واندونيسيا هذا يجعلني فخورة لأن ألبستنا التقليدية تسافر دون حواجز عبر العالم لكي تصل إلى العالمية.

 ما الهدف الذي تسعين إليه في مجال تصميم الأزياء ؟

الهدف الذي أسعى إليه هو إيصال اللباس التقليدي الجزائري للعالم، وتوصيل رسالة بأنّنا كمصممات فنانات مشارِكات فاعلات في التنمية الوطنية، نمتلك الأيادي الحِرفية، والأنامل الرشيقة التي تصنع الجمال بكل أشكاله.

لفتي الأنظار إليك بالأخص حينما بدأ المشاهير يرتدون تصاميمك في المناسبات الكبيرة، هل إلباس المشاهير بدافع الشهرة؟

لا أبحث عن الشهرة بقدر ما أفكر في المكان الذي ستسافر إليه البدلة التي أصممها كمهرجان عالمي مثلا، مؤخرا تسلمت الممثلة مليكة بلباي جائزة بالجبة القبائلية من تصميمي انبهر الحضور بألوانها وتصميمها، لا تهمن الشخصية التي سترتدي الزى الذي أصممه بقدر ما يهمن المكان الذي سترفع راية بلدي فيه. نعمل ونتعب ليصل موروثنا الثقافي إلى العالمية ، خاصة أن هناك أزياء من تراث أجدادنا أراد غيرنا الإستولاء عليها.. لا أدخل في السياسة لكن لماذا نترك الفرصة لغيرنا، نصممها بكل حب ليلبسها المشاهير الجزائريين في المحافل الدولية لإبراز هويتنا ولننسبها إلينا لا إلى غيرنا.

إلى حد الآن “الشدة التلمسانية” فقط التي سجلت في اليونسكو  باسم الجزائر، من المفروض أن تسجل كل الألبسة التقليدية باسمنا ك”الحايك” و”الكاراكو” لأننا لو لم نفعل ذلك لاستولى غيرنا على ثقافتنا، لأن أهم ما يميز اللباس التقليدي الجزائري هو التنوع الكبير الذي يستمده من الزخم والتنوع الثقافي لبلدنا، وهو يختلف باختلاف المنطقة، فيختلف في التصميم والتطريز لكن تبقى كلها أزياء جميلة ولكل منها رمز وقصة، كما تضفي على المرأة جمالا أصيلا، فيجب الدفاع والمحافظة عليه.

هل أنت من المشاركات في “هاشتاق” ألبس جزائري؟

دائما أشارك وفي كل المناسبات والأعياد وهذا واجب، فلماذا ننشط عل مواقع التواصل الاجتماعي إن لم نكن نحمل رسالة هادفة؟ لأنها نافذة على العالم بدون جواز سفر، ولا يمكن أن نحتفل بمناسبة ما كالأعياد الدينية أو الأعراس أو المناسبات بدون اللباس التقليدي، ولا أن تكتمل زينة المرأة أو الرجل أو الطفل إلا و هم يرتدون الملابس التقليدية، فكلنا كجزائريين نعتبر الزي التقليدي جزء من الهوية الوطنية.

الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي أرجعوا سبب شهرة نبيلة شيباح إلى ابنتها رانيا ملكة جمال العرب السابقة ، ما تعليقك؟

هذا غير صحيح، أنا بدأت التصميم وعمري 20 سنة والآن صار في عمري 48 سنة، 28 سنة في مجال الخياطة.. رانيا ليست سبب شهرتي لأنها كانت عارضة لأزيائي كنت لما أخيط بدله  أقيس عليها، و لما يستضيفوني في بعض الحصص التلفزيونية آخذها معي لتستعرض ما أخيطه قبل أن تصبح ملكة جمال.

أرجع الكثيرون فوز “رانيا” بمسابقة ملكة جمال العرب إلى كونك كنت ضمن لجنة التحكيم هل هذا صحيح؟

هذا ليس صحيح، كنت ضمن فريق لجنة التحكيم الأولية التي كانت تختار 20متسابقة من ضمن 100، لكن لم أكن في مسابقة لجنة التحكيم النهائية، لأنه في المسابقة ممنوع أن أكون في لجنة التحكيم وابنتي أو أحد  أقاربي مقدمة على المسابقة، كان في لجنة التحكيم”  2″ من مصر و2 من الجزائر، و”عايدة عبابسة” أخذت مكان إحدى الإعلاميات التي تأخرت في القدوم. لما سافرنا إلى مصر كذلك لم يكن لي دخل لا من قريب ولا من بعيد، ذهبت فقط معها لأنني لا أحب تركها تسافر بمفردها.

ألا تعتقدين أن الزواج أطفأ شمعة نجومية رانيا وهي في أوج لمعانها؟

بالعكس رانيا انسحبت من مواقع التواصل الاجتماعي قبل الزواج وسئمت من هذا المجال، فهي لا تحب النجومية وتفضل ان تبقى حياتها الخاصة تخصها بمفردها، تزوجت عن حب واقتناع بزوجها الللاعب الدولي بغداد بونجاح هو ابن عائلة محترمة و شخص طيب يقف مع زوجته ويقدرها ويخاف عليها، الزواج ليس قيداً حين يكون مبنياً على التوافق العلمي والفكري والاجتماعي، كما أن المال ليس كل شيء.

رانيا الآن مقيمة خارج الجزائر هل صبرت على فراقها خاصة وأنكما كنتما لا تفترقان؟

فراق ابنتي رانيا كان صعبا للغاية لأنها ابنتي وصديقتي وكل شيء في حياتي،  لكن لما أراها بخير وسعيدة في حياتها والحمد لله هذا يكفيني، وزد على ذلك كل فتاة سترها بيتها الزوجية،  كنت أتمنى أن لا أفارقها ما حييت، لكن الحمد لله مع مواقع التواصل الاجتماعي نتحدث واراها دائما كأنها أمامي .

زواجها المفاجئ أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل هذا راجع إلى كونه جرى في ظروف سرية؟

زواجها جاء في ظروف سرية لأن رانيا لا تحب أن تدخل الشهرة في حياتها الشخصية، فهي تعيش في عالمها الخاص خطوبتها كانت بين المقربين فقط من العائلة، الزواج  أمر شخصي ليس بالضرورة أن أنشره على مواقع التواصل الاجتماعي، شخصيا لا احد يعرف زوجي ولا أصور مقاطع فيديو في منزلي وأنا أطبخ أو ..أو .. مواقع التواصل هي فرصة لإظهار عملي و حرفة يدي ليست لنشر تفاصيل عن حياتي الشخصية، والستر من أجمل وأرقى الأخلاق التي يجب التحلي بها لما في هذا الخلق من حفظ للأعراض.

رانيا غير مرتاحة أبدًا لهذه الشهرة وللتعليقات السلبية التي لا زالت تتعقبها من بعض الصفحات هداهم الله، تزوجت على سنة الله ورسوله مع شخص أحبته وأحبها هل هذا عيب أم حرام؟ لماذا لا يتوقفون عن نشر صورهم وتتبعهم في كل مكان هل هما الوحيدان في العالم من المشاهير من تزوجوا؟ هم كثر..رانيا لا تحب الأضواء و الشهرة بالنسبة لها مرهقة. أرادت لحياتها الزوجية أن تكون بعيدة عن الأضواء والشهرة وهذا من حقها.

مستقبل التصميم في الجزائر؟

الملاحظ في عصرنا أن ثمة مصممين صنعتهم المهرجانات والاحتفاليات ولم تصنعهم أعمالهم وأصبحوا مكرسين في كل المحافل والمهرجانات وفي المقابل هناك آخرون مغمورون يشتغلون على تصميماتهم بأنامل من ذهب و لا تهمهم النجومية بقدر ما يهمهم اتقان عملهم. شباب من بنات وأولاد لديهم قدرات وتصاميم ما شاء الله يجب تسليط الضوء عليهم، مثل يوسف كرياسيون ما شاء الله ..شوقي توازي..والكثير من الشباب الصاعد الواعد في هذا المجال، هذا ما ينبأ بمستقبل زاهر، وكلما كثر عددنا زادت فرصة وصول موروثنا إلى العالمية، عندنا علم واحد ولا أحد يمثل إسمه بل بلده.

الملاحظ مؤخرا وجود مناسفة قوية في هذا المجال؟

أكيد، أنا أنظر إلى المنافسة على أنّها قوّة دفع إيجابية، تساعدنا على تحقيق إنتاجية أعلى من تلك التي نحققها عند العمل في بيئات غير تنافسية.

ظهر اسمك كمصممة في كليبات عديدة، هل تطمحين إلى المشاركة في تصميم ألبسة لأفلام مثلا؟

نعم اشتغلت في “الكليبات” مع “ياسين محفوظ” و لأنني خياطة متمرنة في تصميم الفستان بمفردي من الألف إلى الياء، صممت ألبسة خاصة بموضوع الكليبات، ولو جاءتني فرصة تصميم ملابس لفيلم يشرفني ذلك وكل ما له علاقة بفن التصميم والأزياء أنا في خدمته.

أحلامك؟

أحلامي: أن يصبح الزى التقليدي عالمي لأنه من الأسس المهمّة التي تعكس إلى حدّ كبير ثقافة البلد وهويّة المجتمع، وأن يصل بعيدا وأن يتم الانتصار للباس التقليدي الجزائري، وأن أطور تجربتي وعشقي لهذا المجال، وأبدع أكثر وأكثر في ذلك.

.

 

أضف تعليقاً